أحدث الأخبار

المؤشر,عبد المنعم التراس,ضابط تروس الصناعة المصرية,قائد قوات الدفاع,الهيئة العربية للتصنيع,قلعة الصناعات العسكرية

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

عبد المنعم التراس.. ضابط تروس الصناعة المصرية

المؤشر

بعد 5 سنوات من عمله قائدًا لقوات الدفاع الجوي، كان على الفريق عبد المنعم التراس أن يستعد لمهمة جديدة، ليست بعيدة تمامًا عن طبيعة الخدمة العسكرية، لكن هذه المرة من بوابة التصينع.

في 12 أغسطس 2018، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين الفريق عبد المنعم إبراهيم بيومي التراس، رئيسًا للهيئة العربية للتصنيع، قلعة الصناعات العسكرية في مصر.

يعوّل الرئيس السيسي على "التراس" بما يمكله من خبرة وكفاءة عسكرية طويلة، في تحقيق خطة الدولة الحالية لتعميق وتوطين التصنيع المحلي في عدة مجالات.

تحفل مسيرة "التراس" في القوات المسلحة بالمحطات المميزة، لاسيما المحطة الأولى ميدانيًا، إذ تخرج ابن البحيرة، في كلية الدفاع الجوي عام 1972، في تلك الفترة الحساسة من التأهب لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

كانت مصر آنذاك نجحت في بناء حائط الصواريخ الشهير، وهي الخطوة التي لعبت دورا بارزا في معركة أكتوبر، وأصبح يعوّل كثيرا على هذا السلاح في تحييد وصد عمليات سلاح الجو الإسرائيلي.

بعد عام واحد من التخرج، شارك الضابط الشاب عبد المنعم التراس في حرب 6 أكتوبر 1973، وبفضل هذه المعركة نال ميدالية حرب أكتوبر التي أنشئت في العام التالي مباشرة لتكريم من شاركوا في الحرب، ثم حصل على ميدالية مقاتلي حرب أكتوبر، التي أُعلن عنها في عام 1998 في ذكرى مرور 25 سنة على المعركة.

لـ"التراس" محطات أخرى مع الميداليات العسكرية، إذ امتدت الخدمة بضابط السلاح الجوي إلى مرحلة متقدمة في تاريخ الوطن، ليحصل على ميداليتي المشاركة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

بدأ التراس مشواره في القوات المسحلة وفق التراتبية العسكرية في سلاح الدفاع الجوي، من وظيفة قائد كتيبة، ثم لواء في فرقة، وبعدها أصبح مدير كلية الدفاع الجوي، ثم رئيس أركان السلاح، قبل أن يتم تعيينه قائدا للسلاح في العام 2013 بعد ترقيته لرتبة الفريق.

حصل الفريق "التراس" على الدراسات العسكرية المعروفة قبل كل ترقية، بداية من الفرقة الأساسية "الصواريخ د جو"، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر ودورة كبار القادة، مرورًا بدورة أركان الحرب.

عبد المنعم التراس من مواليد 10 نوفمبر 1952، وهو بلغة الميلاد ابن مرحلة وطنية جديدة في عمر الوطن، رسخت لتحولات اجتماعية وسياسية كبرى قادتها ثورة 23 يوليو. و"التراس" متزوج وله ثلاثة أبناء، ولد وبنتين.

في الهيئة العربية للتصنيع، يحمل "التراس" على عاتقة مهمة 10 مصانع عسكرية وطنية، ومهام صناعية جسيمة لإمداد قطاعات الدولة بما تحتاجه من صناعة محلية.

ربما يتذكر كثيرون هذه الأسماء الأيقونية في عالم الصناعات وكلها تملكها الهيئة العربية للتصنيع، مثل مصانع: "حلوان" و"قادر" للصناعات المتطورة، "سيماف" لمهمات السكك الحديدية، "اتيكو" لصناعة الأخشاب، بخلاف مصنع الإلكترونيات.

وبخلاف الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون التي توقعها الهيئة تحت قيادة "التراس" مع جهات محلية ودولية، في مجالات الرقمنة والتدريب والتطوير والتكامل، فإن الهيئة تبدو رقما مهمة في متطلبات الدولة، ولعل أحدث الأدلة على ذلك الاتفاقية التي وقعتها الهيئة مع "السكك الحديدية"، لتصنيع وتوريد ١٠٠٠ عربة بضائع محلية تمامًا.

ولدى الفريق "التراس" خططا طموحة أخرى لتوطين الصناعات المغذية ومستلزمات الإنتاج، وزيادة القدرات الفنية والإنتاجية، بغرض تقليل الفجوة الاستيرادية وتعميق المنتج المحلي.

من أجل ذلك، يرغب "التراس" في عقد شراكات مفيدة مع جهات دولية مختصة بالصناعات المحلية، لوضع قدم مصر في هذا المجال، مع نقل الخبرة للكوادر البشرية بـ"العربية للتصنيع" وفق برامج تدريبية للمهندسين والفنيين العاملين في الهيئة.