أحدث الأخبار

ترسيخ الهوية النجدية بصيغة معاصرة فالمحارب لا يكرر التراث بل يعيد صياغته بلغة المستقبل. فهو يفكك عناصر الهوية

المؤشر

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

ترسيخ الهوية النجدية بصيغة معاصرة فالمحارب لا يكرر التراث

المؤشر

 ترسيخ الهوية النجدية بصيغة معاصرة فالمحارب لا يكرر التراث، بل يُعيد صياغته بلغة المستقبل. فهو يفكك عناصر الهوية النجدية ويعيد تركيبها ضمن قوالب حديثة تحافظ على الأصل وتمنحه امتدادًا عالميًا. كل خط، كل خامة، كل عنصر زخرفي لديه هو امتداد لذاكرة وطنية تمتلك حضورًا حداثيًا راقيًا.

تحويل الذاكرة إلى منتج بصري قابل للتداول حيث يحوّل المحارب التراث من كونه مجرد “ماضٍ محفوظ” إلى منتج فني قابل للاستخدام في الفنادق والمنازل والمكاتب حول العالم، دون أن يفقد معناه. إنه يُعلي من شأن الهوية حتى تصبح رمزًا للرفعة والذوق الرفيع، لا مجرد حنين.

دمج الحرف العربي في فضاءات التصميم و يملك المحارب قدرة استثنائية على توظيف الحرف العربي كعنصر معماري وزخرفي، يعامله ككتلة، كظل، كمسار بصري، لا كمجرد كتابة. فحروفه ليست للحبر فقط، بل للنحت، والضوء، والخشب، والحجر.

قوة الخامة وإحياء الأصالة بمواد معاصرة لا يعتمد على تقليدية المواد، بل يعيد تعريفها. فيحوّل الطين، الخشب، والنحاس، إلى مواد نبيلة تحمل رسائل حضارية. كما يدخل في تجريب مستمر بالخامات لإيجاد توازن بين الأصالة والابتكار.

المنهجية البحثية في العمل الفني من الواضح ان المحارب لا يعمل بعشوائية، بل ينطلق من بحوث، اسكتشات، دراسات ميدانية، ومقارنات حضارية. هو فنان يُنتج بروح الباحث، وهذا ما يجعل كل قطعة تحمل بداخلها سنوات من التأمل والفهم والفحص.

موقف فني واضح ضد التزييف والتقليد , يرفض المحارب أن تكون الهوية مجرد قشرة سطحية. يواجه التيارات التي تُدخل عناصر دخيلة كالزخارف الرومانية أو الخطوط المسطحة في بيئة نجدية أصيلة، ويقدم بديلًا قويًا متجذرًا، ومعاصرًا في الوقت نفسه.

 رؤية عالمية من جذور محلية لان المحارب يؤمن أن من يحمل هويته بصدق يمكن أن يصل للعالم بكل ثقة. لذلك ترى أعماله تصلح أن تكون في قصور الرياض، كما في متاحف باريس أو بهو فندق في طوكيو، لأنها تنطلق من منطق الجمال الإنساني، لا الاستعراض الفلكلوري.

جمالية الحنين الممزوجة بفخر الحداثة حيث كل عمل له يفتح بابًا على الزمن الجميل، لكن دون أن يحبس المتلقي فيه. بل يقول له: “تفضّل، هذا ماضيك، خذه معك إلى المستقبل بثقة وأناقة.”