أحدث الأخبار

يكتب,المؤشر,علي العباسي

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه
 لماذا تعتبر الصين تهديداً وجودياً لأمريكا والغرب ؟
دخان من تحت رماد نار بارده بين الدولار و اليوان حصادها لا يبقي ولا يذر

لماذا تعتبر الصين تهديداً وجودياً لأمريكا والغرب ؟

● – تمهيد :  بسم الله الرحمن الرحيم : (( قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن ِ مما عُلّمت رَشَدا )) 66 / الكهف ٠٠٠ صدق الله العلي العظيم

ذاك نبي مرسل وويبحث عمّن أكثر منه علماً لينهل منه معرفة وكان الخالق جل في علاه قد حسمها قبلاً بقوله تعالى (( وفوق كل ذي علم عليم )) 76/ يوسف ليكون الدرس من ذاك أن يتوجب على الفرد منّا أن يعرف (شيء) عن  (كل شيء) وذاك هو زاد المعرفة (بالأشياء) حولنا ٠٠

وأن يعرف (كل شيء) عن (شيء) وذاك معناه عصارة الغوص في تخصص حباه الله به ٠٠٠ فيعطي ثمرة ما تعلمه على بساط من بساطة لغيره رَشَدا و (حاشى للتشبيه) ان يكون له مقاماً بينهما إنما هو نقطة شروع لمعرفة مالم تصل له الأعين فكرا ٠٠٠ لا أكثر٠

● – المقدمه :- كنا قد نشرنا في مقالة سابقه تحت عنواان ( العالم الى أين ) بتاريخ 22  / مايو – 5 / 2023  خلاصته توقعات مسبقه لصدام حتمي عصارة خاتمته تتجلى ٠٠ (( ان امريكا التي ملكت العالم وحكمته وتحكمت به منذ 1944 وعلى مدى ثمانية عقود لا و لن تسمح ان تزول هيمنتها وهي التي ديدنها ( حرب الدولار) وهيمنته باعتبار اي خطوة للنيل منه ( عملية أمن قومي ) !!

لذى فهي ومن يتبعها على استعداد (لحرق العالم) على أن تنهزم او تتراجع هيمنتها ممهورة بأمثلة توالت و تكاثرت من حروب وفتن كلها (مقدمات) لما سنأتي على ذكره من (حرب بارده) على (نار متقدة ٍ خافته)  يكاد عود ثقاب إشعالها ( لا سامح الله) جاهزاً ليحرق اخضرها باليابس والواقع ما يشهده العالم عن كثب دون القدرة على التحرك بين أسنان (حادلة) مصالح قطبيها أمريكا والصين وكل لهما ما حولهما تابع او متضامن !!

عسى أن نكون رسمنا صورة قريبه بمجال الاختصاص ليكون بذرة تفكير تناقش الأذهان في (عتمة) صمت العجز والوهن والله ولي التوفيق ٠

● – المدخل :

جميعنا يعلم سيطرة امريكا والغرب وبهيمنة الدولار كعملة تبادل وتسويات ماليه حول العالم ومنذ عقود ثمان بواسطة نظام سويفت (SWIFT)  معقد الرقابة و الخطوات في التعاملات الدوليه حتى ظهرت للعلن كنتاج للتطور التكنلوجي متسارع الخطى و الافكار استخدامات الدفع بواسطة تطبيق (Googal Pay) و تطبیق ( Appl Pay)  و انواع متعددة أخرى من الدفع الالكتروني الرقمي في امريكا والغرب ٠

اما في الصين وتعاملاتها فيتم من خلال تطبيق (We Chat) سريع الخطوة (قليل التكلفة و التعقيد)  في تعاملاتها داخلياً و خارجياً ٠

وكما هو معلوم لدى الجميع ان القوة في التراكم قد انتقلت عبر تقلبات التطورالزمني من (المحركات التي تعمل بالديزل وسكك الحديد) الى (إمتلاك الخوارزميات) وهذا ما يمكن تسميته (راس المال السحابي Cloud Capital - ) 

بإختصار إن الدول التي ( تمتلك و تتحكم ) برأس المال السحابي هما ( الصين و الولايات المتحده الامريكيه) فقط        

● – المعروض :                                

لذا اصبحت الصين منافساً قوياً للولايات المتحده في مجال نوع هام من راس المال يمنح (اقصى درجات القوه) لمن يملكه وهذا وحده يمثل (تهديد وجودي) لهيمنة الدولار و امريكا معا لكنها ليست هي جوهر المشكلة ؛ إنما هناك شيء آخر (خافي عن العيون) لدى عامة الناس و تغوصه عيون اصحاب الاختصاص في مجال المال يتمثل في :-

▪︎ - ان (البنوك الصينيه) و (شركات التكنلوجيا الكبرى الصينيه) تعتمد تطبيق ( We Chat) في تسوياتها الماليه بعيداً عن التسويات الماليه المستخدمه لدى امريكا والغرب وانها (إندمجت) من خلاله ( دون دفع اية رسوم) على مدفوعاتها ما يطلق عليه لدينا اصطلاحاً (عمولات مصرفيه) إذ لا يقتطع أية نسبة من المدفوعات التي تقوم بها من أي مكان في العالم داخل الصين و خارجه على عكس الانظمه و التطبيقات الغربيه !!

إضافة الى ميزة ( التحويل المباشر) بين البائع و المستفيد دون وسيط ٠ ▪︎ - اما في اوروبا و امريكا إذا دفعت باستخدام تطبيقات مثل (Googal Pay) او تطبيق (Apple Pay) سيتم اقتطاع نسبة معينه (عمولات) للبنك او البنوك في امريكا المعروفة عالميا (وول ستريت – Wall Street) وشركات التكنلوجيا الكبرى وما نسميه ( رأس المال السحابي – Cloud Capital ) لا تتعاون  اي انهم يرفضون التعاون لأن البنوك ( لا تريد مشاركة ارباحها) مع شركات التكنلوجيا الكبرى في (وادي السيليكون) مثلاً كما هو جوهر النظام الرأسمالي الباحث عن الأرباح و تنميتها مما يؤكد إن هناك (صدام خفي) داخل النظام نفسه !!

وعليه فأن نظام الدفع بالدولاراصبح (مجزءاً) بسبب هذا الصدام (الخفي) بين مصالح (وول ستريت – wall Street) ممثلاً بمجموعة البنوك  ومصالح ( مالكي راس المال السحابي) والمتمثله بالجهات المالكه للمال وتبحث عن وسيلة تبادلات ماليه ٠

¤ - على العكس من ذلك نجد في الصين وبسبب ( تنظيم حكومي ) وان كان  مركزي الادارة ويديره ( حزب شيوعي ) الذي (حدد للبنوك) الحدود التي (لايجب تخطيها) !! وعليه فأن ( راس المال الصيني ) و ( التمويل الصيني) قد (إندمجا) فيما نسميه ( التمويل السحابي الصيني ) ٠

وإذا اضفنا ميزة اخرى تملكها الصين و( لا يملكها الغرب) هي (الرنمينبي الرقمي CNY ) ويختصر الى (Digital RMB) او الدفع الالكتروني بالعملة الرقميه (DCEP) 

[[ وهي عمله رقميه رسميه يصدرها البنك المركزي الصيني (بنك الشعب الصيني) ]] وهو اداة رائعه لأنه إذا كان لدى الجميع حساب رقمي تابع للدوله من خلال بنكها المركزي فأنت (حر) بالأساس من سطوة البنوك وسيتعين على البنوك هنا (البحث و ايجاد) طريقه (لأقناعك) بايداع أموالك فيها (لأنك في الأساس لست بحاجة اليهم) و يمكنك (إجراء معاملاتك بإستخدام التعاملات الرقميه) التي منحها إيّاك البنك المركزي !!

وهذا ما يزيد من فاعلية ما ُطلق عليه (التمويل السحابي) وبما يخلق منافسة للبنوك (بديلاً عن الدولار) و ٠٠٠ هنا تكمن الكارثه ونقطة المقتل للدولاروفقاً لسياسة البرود الصيني العاقل لتحقيق أهدافه دون ضجيج  !!                                     

● : لتقريب الصورة لذهن المتلقي يمكننا التوضيح في المثال ادناه :- لو اخذنا (منتج الماني)  لقطعة غيارمعينه كمثال واقعي مثل (المراوح الكبيره للسفن) التي يتم تصنيعها في حوض بناء السفن قرب شنغهاي الصينيه ؛  فالمعدن و الفولاذ او الألمينيوم يُنتَج في الصين ويُرسَل الى ألمانيا ليتم تحويله الى مروحة ثم يعود الى الصين على شكل مراوح عملاقه ٠

فإذا كان المنتج الالماني لتلك المراوح قبل (الريمينبي الرقمي الصيني) كان عليه شراء المعدن من الصين وهذا يعني عليه ابلاغ (دويشته بنك الالماني) لطلب التحويل المالي ثم البنك المركزي الالماني ثم البنك المركزي الأوروبي ثم البنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي ثم بنك الشعب الصيني واخيراً الوصول الى البنك الفرعي الصيني في شنغهاي ليتم إبلاغ مُنتِج المعدن ( إن هناك مبلغاً معيناً تم تحويله لحسابه) !!

وفي كل مرحلة مما ذكر عليه أن يدفع عمولات اولاً وثانياً يتمثل بمنح السيطرة للبنك الفيدرالي الامريكي بالتحكم بكل هذه السلسلة من الاجراءات الروتينيه ٠ ثم عندما يأتي المعدن الى المانيا ويتم انتاج المروحه وارسالها الى حوض بناء السفن في الصين يجب على الطرف الثاني اتباع نفس العمليه لغرض سداد دفوعات العمل المطلوبه ٠ لكن مع حساب رقمي (رننمينبي) يصدره بنك الشعب الصيني يمكن للمنتج الألماني أن يمتلك ذات التطبيق داخل الصين (وهو ليس مقتصر اصداره على المواطنين الصينيين إنما متاح للجميع) وبرعاية بنك الشعب الصيني و الحكومة الصينيه !!

فكل ما على المنتج الألماني سوى (ضغطة زر التحويل الى المستفيد) مباشرة ويقوم ( المستفيد الصيني بضغطة زر تسلّم التحويل) ويكون بحسب العملة المستخدمه بتطبيق (الرنمينبي) المعمول بها داخل الصين وليس الدولار لطالما ان المنتج الالماني لديه اعمال متبادله مع الصين مثل رغبته بشراء سياره كهربائيه من الصين أو الواح شمسيه صينيه فلماذا يستخدم الدولار وتلك الشبكة المتتاليه و مزيداً من عمولات التحويل وفق النظام الغربي  (وهنا يكمن السرفي آلية سحب البساط من الدولار وهو ما يشكل الخطر الحقيقي والمباشر على زعزة و إنهاء الهيمنة الأمريكيه على العالم) !! لنصل في النهايه الى جوهر وحقيقة الحرب المشتعله ضد الصين من جهة ومن جهة اخرى يبين المخاوف الأمريكيه من فكرة (إحتمالية) تحرك الدول المصدرة للنفط (بإعادة حساباتها) بأموالها المودعة لدى البنوك الأمريكيه خصوصاً بعد (الخطوة الهمجيه الامريكيه) في مصادرتها ما مقداره (450 مليار $ ) أمول روسيه مودعة في بنوكها (بشخطة قلم)  و بما يؤشر حالة من الخوف مستقبلاً إن (جميع الأرصده المودعه لدى أمريكا) هي امول روسيه نودعه في بنوكها  (بشخطة قلم ) دون رادع ٍ وكل إستهتار وبما يؤشر حالة من الخوف مستقبلاً أن ( جميع الارصدة المودعه لدى امريكا) هي عرضة للمصادره دون حسيب ٠

مما يفرض عليهم (إمكانية) التفكير في توزيع جزء من مودوعاتهم ووضعها على (الطريق الصيني السريع) لتوزيع المخاط٠ (كأجراء إحترازي محتمل) ٠وإن كان إحتماله ضئيلاً في ظل المتوقع من وهن اصحاب القرار و ضعفهم ٠                                    

وهذا ما سعت اليه بعض الحكومات مثل (مصر) في مواجهة التهديدات الامريكيه المتتاليه وضغوط الدولار على السوق المصريه مما دفعها للاتجاه شرقاً نحو الصين باستخدام الالية اعلاه ٠ عندها سيرى الأمريكيون ذلك وفجأة يدركون أن (نظامهم القديم) المجزأ بات متخلفاً والذي كان وحيداً في العالم اصبح يقابله نظام جديد – سريع ينافسه و ٠٠٠ ينسفه !! لذا نراهم على اهبة الاستعداد (كما نوهنا قبل سنوات) لبدء (حرب نوويه) إذا إقتضى الأمر (لوقف) ذلك التحول من خلالهم الى الصين 

(( لأنهم يعلمون علم اليقين إن مجرد نجاح ذاك التحول يعني نهاية الهيمنة الامريكيه وانهيارها الى الابد )) ● 

● – معالم تخوفنا و دلائله :-

▪︎ اعلان ترامب المفاجيء بتغيير اسم (وزارة الدفاع الى وزارة الحرب)  دون بيان الاسباب !!

▪︎ دعوة (جميع) جانرالات الجيش الامريكي للاجتماع في ولاية فرجينيا دون توضيح !!

▪︎ استعراض الصين العسكري ( غير المعتاد ) بأكثر ما في ترسانتها وبحضور أطراف محورها وما تمثله من رسالة للطرفىالآخر !!

▪︎ - ادامة توريط روسيا في المستنقع الاوكراني 

▪︎ تفعيل (إلية الزناد) ضد ايران (كلها محاولات أشغال لمحور الصين ) !!

▪︎ طرح فكرة انهاء حرب غزه بالقوة ان اقتضى الأمر و تشكيل إدارتها المقترحه رغماً عن الحكومات

(العربيه) والاعترافات المتتاليه المفاجئه بدولة فلسطين سعياً لحل الدولتين !!

للمعلومه : 1 رنيمينبي = 0.14 $ 

          : 1 رنيمينبي = 183.61 دينار عراقي 

          : 1 رنمينبي = 6.780 جنيه مصري 

((ويسري سعر التعديل على كافة العملات الاخرى بما يعادله بسعر الدولار معادلاً ومشروط تعديله باليوان الصيني في كلتا عمليتي السداد )) 

● – واخيراً يبقى السؤال الحائر ابداً  دون جواب !!                                   

أين (نحن العرب)  من كل تلك (المدعكة) التي لا ترحم  ونحن من يملك (مفاتيح) اجبار طرفي النزاع والذي سيكون قطعاً على ارض العرب  وهم أول ضحاياها ( غير المأسوف عليهم بحسابات الطرفين ) وبما ملكت بلداننا التي تفوق 1 / 3 أحتياجات العالم من طاقة و ممرات مائيه ومواقع جغرافيه و ٠٠٠٠

نفتقد الى (قليل) من الكرامه لكي نكون على اقل تقدير (متبوعين) لا ٠٠٠ (تابعين) بذل ٍ و هوان ● 

● الخاتمه : 

نضع هذا الجهد البسيط بين أيدي و أمام أنظار من (يهمه الأم)ر من اصحاب القرار اولاً ونهديه بكل طيبة نفس للمتلقي الكريم من عامة الناس لكشف حقيقة غائبه عن الأذهان في صفحة من دهاليز الصراع العالمي بين قطبيه و كلنا أمنيات أن نكون وِفّقنا لأيصال الفكرة و خفاياها بأسلوب واضح و نأسف لطول المقالة فالغاية منها تبرر السبب ٠٠

           وفق الله الجميع و ٠٠٠ كفانا شر ما ظهر منها و ما بطن  ؛ إنه ولي التوفيق 

                                             علي محمد العباس                             مدير اقدم اول / مصرف الرافدين – قرطبه 344                                      كتب في الكوت – واسط / العراق                                                   28 / 9 / 2025