
على محمد العباس
لماذا مصر؟
أسئلة باتت مطروحة على كل لسان لدى عامة الناس وتبقى أسرارها المكشوفة هناك خلف الأبواب المغلقة!.
سنحاول هنا بهذه الدراسة أن نقترب ـ ولو قليلاً ـ من أبواب حجرتها؛ لنطارد خيط دخان على أمل ألّا يكون الجهد فيه مفقود.
سادتي الكرام: علمتنا الأيام بصفحات التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الأولى واسبابها حتى اليوم بما عشناه من صفحاتها وعايشناه ان الحرب ليست عبارة عن اطلاق رصاص ومدفعية و نزاع بين جيوش (كما هي الخاتمه) انما يسبقها سلسلة من قرارات خفيه تديرها جهات سريه لها خطط وغايات مفادها ( ليس مهماً أن يموت المصارع او الحصان انما الأهم أن اكسب الرهان) !!
بمعنى ٠٠ ان الجميع في نظرهم عبارة عن حطب و بيادق شطرنج لابد من احراقها لتحقيق المنال ٠ في مخطط بعيد القِدَم جرى تنفيذه على صفحات وبعد الانتهاء عربياً من (العراق) ثم (سوريا) حسب وصية جولدا مائير بعد هزيمة اكتوبر 1973 لم يتبقى سوى (مصر) و للشرق الاوسط الجديد هناك (ايران) ثم تليها (تركيا) سنأتي على ذكرها هنا بالتفصيل !!
وقد كتبنا قبل سنوات (2020) الحقناه بدراسة مفصله في (2023) عند نشوب الحرب الروسية – الاوكرانيه ان الصراع صراع هيمنة لا علاقة له بالانسانية والاديان ووصلنا حينه الى استنتاج مفاده ان الشرق الاوسط عرضة للاحراق (فدية) ذاك الصراع الخفي بين قطبي (الغرب المهيمن) و (الشرق المتنامي) وان الحرب على ايران حينها ماهي الا عنوان اثبتته هذه الايام ٠
● - ايران ليست مجرد دوله نظراً لموقعها ومواردها انما حقيقة استهدافها هو (امر عقائدي) لدى بني صهيون يفضحه الجهر بعبارة تتردد على السنة متحدثيها انها ( معركة وجود) و(ايران) تعي ذلك جيداً (اختلفنا معها ام اتفقنا) فتلك حقيقة لا تخفيها (شيطنة) الكلام و الادوار ٠
▪︎ - : تنحصر الامور عقائدياً بين حلم (اسرائيل الكبرى) الذي حملته التوراة والتلمود في ثنايا (سفرالتكوين) و (سفر التثنيه) و (سفر اشعيا) عملا بوعد مفاده ((عودة بني اسرائيل من شتات الارض من اطرافها الأربع و يوسع لهم الحدود ))٠
▪︎ -: وبين (عقدة الخوف) من نهايات (العقد الثامن) كما سبقها في ( مملكة داوود – سليمان) الاولى و (مملكة الحشنونايم) الثانيه و هاجس ( دولة اسرائيل اليوم في عقدها الثامن) الباحثة عن (ممر داوود) يغلفها الرعب من (نبوءة شمعون)المؤكدة في توراتهم و (نبوءة عيسى المسيح) في (قيا 23 / 38) و نبوءة ( يوشع النبي) في اصحاح (هو – 3/ 4 / 5)٠٠
▪︎ - : فيما حسمها القرآن الكريم بتفصيل لا يقبل الجدال والتأويل – بقوله تعالى (( [[ وقضينا الى بني (اسراءيل) في الكتاب( لتفسدن) في الارض مرتين ولتعلُن ّ في الارض علواً كبيرا ¤ فاذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم (عباد لنا) أولي (بأس شديد) فجاسوا خلال الديار (وكان وعد الله مفعولا) ¤ ثم رددنا لكم الكَرّة عليهم و(امددناكم بامو'ل وبنين) وجعلناكم (اكثر نفيرا) ¤ إن احسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فَلَها فأذا جاء (وعد الآخرة) ليسُئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد (كما دخلوه أول مرة) وليتبَّروا تَتبيرا)) ¤ ● الاسراء 4 – 7 ]]
(( كتبت بحروف القرآن الكريم لا برسم حروف الضاد لذا يراعى الانتباه ))
ايران : تعلم وتعي جيدا انها تقاتل وهي محاصرة منذ (4 عقود ونيف) اكتمل بحصار أمريكي خانق في (سبتمبر 2019) بعد انسحاب امريكا الاحادي من اتفاقية (2015) في (يونيو 2018) لذا تحسبت جيداً لمثل هذا اليوم بفكر متقدم سابق اوانه في استثمار الكفاءات والعقول (السوفيتيه) حال انهيار الاتحاد السوفيتي سنة (1991) لتبني ترسانة نشهدها اليوم ٠٠
فهي ايضاً تعي جيداً ان حربها هذه ليست مجرد ( نهاية نظام) انما هي بوابة لعصر جديد عنوانه نهاية دوله و نشوء (اسرائيل الكبرى) إن لم (يتحقق مراد الله ووعده) وهي تخفي تحت اجنحتها حلف غربي و بعض من الاعراب لتنتهي بعد الخلاص منهم الى ان تبتلع كل ما حولها دون مقاومة – دون اطلاقة ٠٠٠ دون شرف ٠
فالشرار العابر بين طهران و تل ابيب لن يكون مجرد (برق عابر) و (ابنية تهدم) انما هي عبارة عن فتيل لاشعال نار لا يمكن اطفائها حتى ينتصر على ركامها احد الطرفين ربما نكون على اعتاب حرب عالميه ثالثه لا يدرك مكامنها الا (ثاقب نظر) من ( الكم الموجود) ٠
تكون بوادرها (دون اعلان رسمي) كما في سوابقها عبارة عن (قنبلة تخطيء هدفها) او (طائرة يتم اسقاطها بالخطأ) وربما حتى ممكن ان (مفاعل نووي يقصف (سهواً) بحجة الدفاع ) !!
ونحن نرى امريكا ومن خلفها الناتو بكل من فيه تعيد قواعدها في الخليج وتتلاعب (بكلماتها البراغماتيه) وكأنها تعد العدة لليلة عاصفه تحت عذر الاستماع لصراخ اسرائيل (الممنهج) بطلب الاغاثة تحتةعنوان (صراع الوجود) !!
(مدعوماً بتناقض صارخ والمتمثل بامتلاك بكستان (المسلمه) على ترسانة نوويه ومثلها الهند ذات الديانات المختلفه) بما يثير اكثر من سؤال و ٠٠٠ تسائل !!
أليست هي نفسها صرخات (بدعة) اسلحة الدمار الشامل قبل غزو العراق والتي اتضح زيفها دون حياء؟؟ ● تركيا : هي الآن ( ظاهراً) بعيدة عن كل ذاك و ٠٠٠ يحاك لها نخراً من الداخل يختلف عن كل الصفحات لتكون خاتمة لرسم شرق اوسط (مفكك – ضعيف) محموم بالتبعات ٠
وعندها تكون قد اكتملت (عملية الخلاص) من مكامن القوة من (خطر وجودي) الى ( عمق تاريخي) لا يمكن هزيمته وصولاً الى (مفتاح كل الخراب) المرسوم بدقة من ايجاد قوة اقتصاديه – عسكريه ومن ثم (مرحلة الانهيار التام) للخلاص من محور الشرق القادم من الصين وأذرعه العسكريه روسيا و كوريا الشماليه !!،
● - اما اوروبا ٠٠٠ فهي وهنها الواضح بعد الحرب الروسية – الاوكرانيه باتت تصفق للصوت الامريكي دون حتى ان تفهم اللحن وان فهمته عن وجل فهي اضعف من أن يكون لها سطوة قرار ٠ وقبل أن نصل جوهر مقالتنا هذه ( لماذا مصر) ٠٠٠ نسأل أين (العرب) بكل إمكاناتهم من كل ما يحاك؟
الجواب : فهم عدة اصناف ؛ منهم (المشغول بكأس العالم) وآخر( يحصي ارباح البورصه) او (مفتون ببهرجة مهرجانات الترفيه) واخر ( لا يملك القرار) و( جلهم متصهين بلسان عربي مبين) مدعوماً ( بفتوى الجهاد بالسنن وعدم مخالفة ولي الأمر ) كل منهم ينتظر الى اي معسكر ستميل اليه امريكا وخلفها اسرائيل ٠٠ ليتبعها ذلاً ومهانة حتى تجد نفسها هي الهدف لا ٠٠٠ الحليف ٠
● - لماذا مصر ٠٠٠ بالذات ؟ من قلب عربي وجسد ارتوى بماء (دجلة والفرات) واغتسل بصفاء (النيل) يصدح بمعرفة اصل الحضارات قائلاً :-
ان القدر هو من كتب تاريخ مصر على انه حقيقة ثابته في كونها أمة خالده بين ماضيها و حاضرها و المستقبل متواصلة بتناسل الاجيال من الاف السنين وتكاد تكون الوحيدة التي تتناسل بشعب حقيقي رغم كل تقلبات الزمان على تاريخها من فراعنة الى الرومان والفرس وصولا الى مرحلة العرب الفاتحون وما تلاها من ودول حكمت تلك الرقعة بعدها من الاخنيديين الى الفاطميين مروراً بالايوبيين ثم المماليك ٠٠٠ الخ حتى اليوم لكنها بقيت مصر التي لم تفك اسرار رموزها ٠ولم ينقطع نسلها دون الآخرين !!
مصر هي فيض النيل من الدلتا الى اسوان في وفرتها ؛ ومصر عنوان في التفرد في غضبها وعند الثورة والعصيان
مصر اليوم يا سادتي هي (قلب العرب) و( مفتاح البحرين) ٠٠(بوابة الجغرافيا) بكل ذاك الإرث هي ليست (لاعباً صغيراً) في ظل كل هذا الهرج والمرج (المخطط له بأمتياز) ٠ مصر اليوم ٠٠ تقف على مفترق طرق يحيط بها الدخان من كل صوب ( ان صمتت ؛ ابتلعها الطوفان و إن ٠٠ إنخرطت ؛ احترقت في نار ليست نارها) !!
مصر اليوم مستهدفة من (اخوة يوسف) قبل الغرباء !! مصر هي الدولة العربيه (الوحيده) التي دفعت ثمن عروبتها ودافعت عن مكانتها في 1948 و 1956 و 1967 وصولاً الى 1973 (سلام مستحق) تكلفته ( انهار دم) من (خيرة الرجال) على مرور اجيال مصحوباً ببذل ما ملكت من ثرواتها حد ( الانهاك الاقتصادي) بعد ان كانت (تمنح وتعيل) من يلومها اليوم !! مصر محاطة (بسلسلة تآمر) ابتداءاً من جار ليبي ملتهب مروراً الى مساهمة الجميع في خنق نيلها العظيم (بسد النهضة في اثيوبيا) ومن ثم (اشعال السودان) أنتهاءاً بإمتدادها التاريخي في (غزة) وكل ما يحاك له من محاولة سلبها (سيناء) بذريعة التهجير !!
كل ذاك على حدودها ٠٠٠ بينما يعمل (الحلفاء – المعادين) الى خنقها اقتصادياً من خلال اضعاف مواردها من (قناة السويس) مروراً بكل محاولات (الافلاس) الممنهجة لعملتها و خزينتها لاجبارها للجوء الى (بوابة البنك الدولي) لمزيد من الاقتراض حتى (اغراقها) ضناً منهم لتصل الى مرحلة (الركوع ) وذاك لن يكون و ٠٠٠ لن يكون باذن الله.
لأنها (وعت) كل ذاك (بعيون ثاقبه) ان مصدر قوتها أن لا تختار طرفاً تنحاز اليه انما اختيارها أن تكون هي ( الطرف الذي لا يمكن تجاوزه) معتمدة بالأساس على وحدة الشعب و صبره للنجاة بعد أن ادركت ضرورة الابتعاد عن الوهم الامريكي ( الذي يغرق في عسله المغيبين) و تجنبها محاولات (الغرور الاسرائيلي) لجرها الى نقطة صدام بعد أن ادركت اان سبيلها ومصدر قوتها يكمن في (بناء الذات) و (تحصين الداخل) من كل اشكال المؤامرات في تلاحم (اعجز) اصحاب السوء من تلاحم شعبي مع حكومته بفهم ٍ واع ٍ لكل ما يحاك عندها و حولها و٠٠٠ على حدودها !! ختاماً : ان ( الحكمة) التي تتبعها مصر وهي على صفيح من نار في عدم الانجرار الى (الفوضى الخلاقه) بخطوات مدروسه المتمثلة (بحنكة) اوراقها المستخدمه (بهدوء العاقل) تحت كل المغريات ( ترهيباً و تؤغيب) احبطت و ٠٠٠ ستحبط كل ما يحاك ● (( و الله المستعان))
علي محمد العباس الغنماوي العراق – واسط / في 17 يونيو 2025