أحدث الأخبار

أوائل يناير الماضي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذ المشروع القومي لتبطين وإعادة تأهيل الترع على مستوى الج

المشروعات القومية,تبطين الترع والمصارف,ترشيد استهلاك المياه,الموارد المائية في مصر,الزراعة في مصر

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

تبطين الترع.. كيف تحاول الحكومة ترشيد استهلاك المياه في مصر؟

المؤشر

أوائل يناير الماضي، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتنفيذ المشروع القومي لتبطين وإعادة تأهيل الترع على مستوى الجمهورية، الذي يعد من أهم المشروعات التي تنفذها الحكومة في الوقت الحالي في قطاع الموارد المائية، وذلك بهدف التنوع في مصادر المياه في مصر، بالإضافة إلى الحد من هدر المياه ومحاولة تقليل الفاقد. بعدما بلغت حصة الفرد من المياه حوالي 600 متر مكعب سنويًا، وبينما يبلغ الحد الأدنى للفرد في العالم حوالي 1000 متر مكعب سنويا.

“المؤشر”، في هذا التقرير يستعرض لكم  كيف يساهم “ مشروع تبطين الترع والمصارف في مصر” في الحفاظ على الثروة المائية.

أهمية مشروع التبطين

ويعد مشروع تبطين الترع والمصارف على مستوى الجمهورية أحد أهم المشروعات القومية التي تُنفذ في الوقت الجاري، هو الحل الأمثل لترشيد وتقليل الفاقد من المياه التي يتم هدرها في الشبكة المائية على مستوى المحافظات، وذلك بحسب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء خلال اجتماعه مع وزير الموارد المائية والري، ووزير التنمية المحلية، ووزيرة التضامن الاجتماعي، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومسئولي الجهات المعنية، لمتابعة الجهود التي تبذلها الجهات المختصة بتنفيذ المشروع.

 حيث يقوم المشروع بتعظيم الاستفادة من المياه وتوفير الاحتياجات المطلوبة لكل القطاعات بشكلٍ عام وللقطاع الزراعي بشكلٍ خاص، حيث تستهدف الدولة في الوقت الحالي تحسين حالة الري في مساحة مليون فدان في مجال الزراعة. كما أن الزراعة تعتبر المستهلك الرئيسي للمياه بنسبة 81% والاستخدامات المنزلية حوالي 14% بينما لا تستهلك الصناعة سوى 1.57%.

مشكلة الترع والمصارف بمصر

تبلغ أطوال الترع في مصر33 ألف كيلو تقريبًا، تمتد من الاسكندرية حتى أسوان، تم إنشاؤها في عهد محمد علي أي منذ 200 عام تقريبًا، بالتالي كلها ترع طينية لا يوجد بها تبطين وتتعرض المياه فيها للفقد. ويُقدر الفاقد منها نحو 19 مليار متر مكعب. هذا الفقد سبب رئيسي لمعاناة الأراضي الزراعية في مصر من نقص المياه. ولكن أغلب الترع في شبه جزيرة سيناء مبطنة بالكامل، لأنها من الأراضي الجديدة.

كما تعاني الترع والمصارف من عدة مشاكل صحية وبيئية وعلى رأسها أكوام القمامة والمخلفات التي تسد المصارف المائية وباتت تهدد بكوارث مفاجئة بعد أن أصبح العديد منها خارج الخدمة وتحول لمنبع للأوبئة والفيروسات

المشكلة الكبرى أن مسئولية تلك الترع متفرقة على جهات عدة وكل جهة تتنصل من مسئوليتها وتتبادل وزارة الري والموارد المائية والمحافظات الاتهامات بالإهمال.

يساعد في خلق شبكة نقل

ويساعد مشروع تبطين الترع الحد من معدلات المياه المهدرة في الزراعة، والذي يلزم رصف الطرق الموجودة على جانبي الترع بعد تبطينها ليتم خلق شبكة نقل لمحاصيل المزارعين.

 وكشفت وزارة الموارد المائية والري، أن إجمالي أطوال الترع في مصر يبلغ 33.5 ألف كيلومتر، والمصارف حوالي 20 ألف كيلو متر، حيث تم تنفيذ 1220 كيلو متر ترع، منذ بداية المشروع وحتى الآن خلال المرحلة الأولى له التي من المقرر أن تنتهي في منتصف 2022، بتكلفة 18 مليار جنيه، وجارى العمل في 4250 كيلو متر، وهناك أعمال أخرى جارى طرحها وتوفير الاعتمادات المالية لها وهي حوالي 2000 كيلو متر حيث سيتم تنفيذ 7000 كيلومتر خلال تلك المرحلة بتكلفة 80 مليار جنيه.

 أجمالي مشروعات الري

ويبلغ إجمالي مشروعات الري حوالي 458 مشروعًا، وهي إجمالي المشروعات القومية التي تنفذها الحكومة بقطاع الموارد المائية والري، بتكلفة استثمارية كلية تبلغ نحو 5.6 مليار جنيه، لترشيد استهلاك المياه في 25 محافظة منها 204 مشروعات بتكلفة كلية بلغت 3.3 مليار جنيه.

 يساعد على خلق فرص عمل

  ويعد مشروع " تبطين الترع" من المشروعات التي تحتاج إلى عمالة كثيفة لتنفيذها وهذا ما يلزم بتوافر فرص عمل للمساهمة والقضاء على البطالة، حيث تشير التقديرات المبدئية بأن المشروع سوف يقوم بتوفير أكثر من نصف مليون فرصة عمل موسمية لمدة عامين. فضلًا عن توفير مبالغ طائلة سنويًا للتطهير والتكريك، ضمان وصول المياه لنهايات الترع.

طرق التبطين المستخدمة في المشروع 

هناك عدة طرق للتبطين، ولكن الأمثل منها "الخرسانة" هي الوسيلة المستخدمة حاليًا لأنها أكثر جودة وأطول عمرا لجودتها. حيث يجري تبطين الترع من خلال وضع ألواح إسمنتية على جدران الترع والقاع، بدلًا من الطمي الموجود حاليًا لأنه يمتلأ بالثقوب التي تتسرب من خلالها المياه، كما أن الاسمنت أصم لا يسمح بهروب المياه من الترع، أما الترع الصغيرة فسيتم تحويلها إلى مواسير.

تجارب ناجحة للتبطين

لم تكن مصر الدولة الاولى التي تقوم بهذا المشروع للمحافظة على الموارد المائية، بل هناك العديد من الدول التي سبقتنا في هذا النوع من المشروعات مثل دولة الهند التي قامت بتغطية الترع والمصارف لديها بوحدات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، واستطاعت بذلك مد القرى بالكهرباء ومنع فقد المياه بالتبخير ومنح القري الفقيرة الكهرباء.