أحدث الأخبار

المؤشر,محمود شعراوي,في الميزان,لواء ضبط,المحافظات

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

محمود شعراوي.. لواء ضبط المحافظات

المؤشر

في وقت أصبح فيه الريف والمحيات على رأس أولويات الرئيس والحكومة، لم يعد منصب وزير التنمية المحلية نزهة لصاحبه، أو مجرد حلقة وصل بين رئاسة الوزراء والمحافظين.

لذلك، فإن المهمة التي يقوم بها اللواء محمود سيد عبد الحميد شعراوي، وزير التنمية المحلية، ضخمة، من حيث ما تم إنجازه، وأضخم فيما يخص المستهدف.

37 سنة شرطة

من جهاز الشرطة الذي قضى فيها سنوات طويلة، أصبح "شعراوي" رجل الحكومة في الجهاز المحلي العملاق والممتد على مستوى الجمهورية، منذ أن صدر قرار بتعييه وزيرًا في 14 يونيو 2018.

"شعراوي" من مواليد القاهرة، عمره 58 سنة، وتركز عمله في "الداخلية" داخل قطاع الأمن الوطني الذي قضى فيه سنوات إلى أن أصبح مساعد الوزير للقطاع.

37 سنة قضاها "شعراوي" في وزارة الداخلية، إذ تخرج من كلية الشرطة في عام 1981، ثم التحق في البداية بقطاع الأمن المركزي.

مشوار في الأمن الوطني

مسيرة "شعراوي" داخل جهاز أمن الدولة، تقول إنه تولى إدارة مكافحة النشاط المتطرف، لاسيما خلال فترة اللواء صلاح حجازي.

قاد اللواء شعراوي عمليات أمنية بارزة لضبط العناصر الإرهابية، لعل أبرزها عملية "عرب شركس" بالدقهلية، بالتعاون مع القوات المسحلة، في مارس 2015، عندما أُلقي القبض على 8 وتصفية 6 آخرين، كانوا يخططون لعميات تخريبية.

وقبل أن يتولى منصب مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني، كان اللواء شعراوي هو الرجل الرابع في ترتيب قيادات الجهاز.

بعد ذلك، وبحسب الموقع الرسمي لـ"التنمية المحلية"، فإنه عمل مساعدًا لوزير الداخلية لقطاع المنافذ ثم مساعدًا للوزير للأمن الاقتصادي، وربما كانت لعبت هاتين المهمتين دورا في ترشحيه بعد ذلك للمنصب الوزاري، إلى جانب خبرته الطويلة في العمل الأمني.

مبادرات رئاسية طموحة

عمل "شعراوي" منذ قدومه للوزارة على عدد من المبادرات الرئاسية الضخمة، أولها مبادرة "100 مليون صحة" للقضاء على فيروس سي والأمراض الأخرى المتوطنة في مصر، وهو العمل الذي تطلب جهدا ضخما من "التنمية المحلية" بالتنسيق مع الوزارات الأخرى.

وبعد أشهر من توليه المنصب، كانت أمام "شعراوي" مهمة أخرى بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة "حياة كريمة" في يناير 2019، لتحسين جودة الحياة في القرى الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية.

يرى "شعراوي" أن عمل وزارته في المقام الأول ينصب على مصلحة المواطن في المحافظات المختلفة، ويركز جهوده على تحقيق تواصل مؤثر بين الأهالي والوحدات المحلية.

وبالتوازي مع العمل في هذه المبادرة، أطلق الرئيس في بدايات العام الحالي مشروع المحليات الأضخم، لتطوير قرى الريف المصري، والذي يستهدف 4741 قرية و30888 تابعًا، باستثمارات 500 مليار خلال 3 سنوات.

بدأ "شعراوي" جولات مكثفة بين المحافظات، كان يلتقي المحافظين ويشهد ورش عمل وتدريب، ويتابع ما وصلت إليه أعمال التطوير في "حياة كريمة"، ثم ينسق الجهود في ملف الصناعات الحرفية.

الأرقام سلاحه لتحليل الواقع

يجيد اللواء شعراوي رصد الواقع وترجمته في أرقام، وهو اختيار صائب، لأنه إذا لم يفعل ذلك ستتداخل الملفات ما بين التعليم والصحة وتبطين الترع والبنية التحتية والمجالات الأخرى التي تستهدفها الحكومة في المحافظات، لذلك فإن الوزارة قامت بعملية حصر ضخمة في المحليات بدءًا من حياة كريمة في مراحلها الأولى وصولًا لتطوير قرى الريف كاملة، مرورًا بالملفات الساخنة مثل التصالح في مخالفات البناء.

مهمة ثقيلة بالفعلة أمام اللواء محمود شعراوي، قضى فيها نحو 3 سنوات، ويبدو أن ضابط الشرطة السابق مُصر على الكثير من العمل لتكون "التنمية المحلية" اسمًا على مسمى لمواكبة طموحات وتحديات الدولة في السنوات المقبلة.