أحدث الأخبار

إثيوبيا,المؤشر,محمد عبد العاطي,الحارث على,مياه النيل,في الميزان,مفاوضات السد

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

محمد عبد العاطي.. الحارس «الأمين» على مياه النيل

المؤشر

بعد نحو ثلاث سنوات من بدء العمل في مشروع السد العالي، وُلد الدكتور محمد عبد العاطي عام 1963، والذي سيصبح بعد سنوات طويلة مسئولا عن ملف النيل والري في واحدة من أصعب التحديات التي تواجه مصر اليوم.

حصل "عبد العاطي" الذي يبدو أنه من نوعية الخبراء المتفانين في عملهم، على البكالوريوس من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1986.

إذن، عندما أصبح "عبد العاطي" شابًا عرف طريق تخصصه، كان مشروع السد العالي انتهى وبدأ العمل به، ليغير من نظام الري ووجه الحياة كليةً في مصر، إذ لم يعد هناك فيضان مدمر أو جفاف مميت.

التفاني والإمساك بخيوط ملفاته جيدا منحه إشادة ومديحًا على الهواء من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء افتتاح مشروع الفيروز للاستزارع السمكي في بورسعيد، يناير الماضي.

  •  

  • ترأس فريق مفاوضي سد النهضة منذ البداية.. والرئيس قال عنه: "أمين على المياه وبعمل له كل اللي هو عايزه»

  • حاصل على ماجستير هندسة الري من الجامعة الملكية بالسويد.. ودكتوراه في النيل من «عين شمس»

  • أسس شركة استثمارات زراعية للبنك الأهلي في إثيوبيا.. ووضع خطة السودان للتعامل مع التأثيرات المناخية

بحث الرئيس عن وزير الري والموارد المائية حوله، ثم قال بطريقته المعهودة "مغلبني في المياه والله، لكن إحنا بنعمل له كل اللي هو عاوزه، لأنه رجل أمين ومحترم وحريص على كل نقطة مياه".

⇐ رجل لا يكف عن التعلم

اللافت في السيرة العلمية للوزير "عبد العاطي" أنه رجل لا يكف عن التعلم، فبعد سنوات من تخرجه، حصل على ماجستير إدارة وتنفيذ مشروعات التنمية من جامعة مانشستر بإنجلترا عام 1998، ثم ذهب إلى السويد ليحصل على ماجستير هندسة الري والهيدروليكا عن إدارة الموارد المائية ودورها فى التنمية المتكاملة من الجامعة الملكية للتكنولوجيا عام 2002.

كان الرجل آنذاك في الأربعين، لكنه لا يتوقف عن الاستزادة، فتوجه إلى جامعة عين شمس ليحصل على الدكتوراه في الهندسة المدنية "تخصص ري وهيدروليكا عن تأثير التغيرات المناخية على إيراد نهر النيل" عام 2004.

هو "خبير في نهر النيل" إذن، بموارده وتغيراته ودوره في التنمية، لذلك ليس غريبًا أن تطمئن القيادة السياسية إلى إدارته الفنية لأزمة سد النهضة الإثيوبي منذ أن جاء وزيرا في 23 مارس 2016 في حكومة شريف إسماعيل، وتجددت فيه الثقة مع حكومة مصطفى مبدولي.

 

⇐ مفاوض قديم في أزمة "سد النهضة"

"عبد العاطي" المسجل في نقابة المهندسين، مهندسًا استشاريًا في تصميم المنشأت الخرسانية، لم تبدأ صلته بملف سد النهضة من لحظة جلوسه على كرسي الوزارة، إذ كوّن وترأس قبل ذلك فريق المفاوضين المصريين على الشروط المرجعية للجنة الثلاثية الدولية الأولى حول الأزمة، كما وضع استراتيجية التعامل مع السد وطرح رؤيته حول التعامل الثنائي مع دول حوض النيل.

كان "عبد العاطي" خلال تلك الفترة، من 2011 إلى 2012 رئيس قطاع مياه النيل  بالوزارة، وخلالها عمل على تطوير مشروعات الري المصرية  في السودان. ولأن تحديات ملف المياه لا ترتبط بملف سد النهضة فقط؛ وضع "عبد العاطي" خطة لإعادة هيكلة قطاع مياه النيل.

 

⇐ خبرات عديدة في بحيرة ناصر والخطة القومية للمياه

خبرات "عبد العاطي" قديمة أيضا، فطوال 15 سنة منذ عام 1990 إلى 2005، عمل الرجل ممثلًا لمصر فى اللجنة الفنية الإقليمية لمشروع الإنذار المبكر للفيضان بحوض النيل الشرقي، وشارك في إعداد الخطة القومية للمياه، وكذلك في إنشاء نموذج محاكاة توزيع المياه في الترع، ومحاكاة تشغيل السد العالي.

تولى "عبد العاطي" خلال عمله بوزراة الري خلال تلك الفترة أيضا إنشاء وإدارة وتحديث مركز التنبؤ بالفيضان، وعمل مديرًا لمشروع التحكم في بحيرة ناصر خلال فترات الجفاف والفيضان والتوائم مع التغيرات المناحية.

كذلك تولى مسئولية المشروع القومى لإدارة كمية المياه ونوعيتها، وأنشأ مركز المعلومات الجغرافية بالوزارة، وساهم بخبراته في مركز تدريب الوزارة لأعمال إدارة الموارد المائية، لاسيما في مجالات: "النماذج الهيدرولوجية، الاستشعار عن بعد، هيدرولوجية حوض النيل، إدارة المشروعات، إدارة الجودة"، إلى جانب مشاركته في أكثر من 100 ورشة عمل ومؤتمر في إدارة الموارد المائية.

⇐ صانع إنجازات البنك الأهلي في إثيوبيا والسودان

وفي عام 2009 استعان البنك الأهلي المصري بخبرات الدكتور محمد عبد العاطي، عندما تولى رئاسة قطاع المشروعات والإنشاءات بالبنك.

أنشأ "عبد العاطي" فرعًا للبنك في السودان، ومكتبًا وشركة للاستثمار الزراعي تابعين للبنك في إثيوبيا، كما عمل على تطوير فروع البنك من خلال 400 مشروع خلال مدة عمله التي انتهت في 2016، عندما تولى وزارة الري والموارد المائية.

في عام 2001، كان "عبد العاطي" ممثل قارة إفريقيا في مجموعة الجيل القادم للمياه خلال مؤتمر المياه العالمي، كما عمل استشاريًا لمنظمة الأغذية والزراعة، وسيداري، واليونسكو، ومبادرة حوض النيل، وهيئة المعونة الألمانية، والبنك الدولي، وشبكة  بناء قدرات حوض النيل، و"الإيفاد"، إلى جانب أنه كان مُحكمًا في أكاديمية البحث العلمى في مجالات إدارة الموارد المائية والتغيرات المناخية والتنبؤ بالفيضان والهيدرولوجيا.

شارك "عبد العاطي" في أكثر من 30 مؤتمرًا عالميًا للمياه، وساهم في وضع استراتيجية السودان لمجابهة التغيرات المناخية، وحاضر في معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، وفي معهد الطيران المدني بإمبابة.

تتضمن إستراتيجية وزارة الري والموارد المائية في عهد محمد عبد العاطي على التفاوض في ملف سد النهضة، بالتوازي مع خطة لتقليص إهدارالمياه، من خلال مشروعات تبطين الترع، وزراعة محاصيل موفرة للمياه.

من ناحية المفاوضات، فإن يد الرجل في هذا الملف منذ 10 سنوات، قبل دخوله الوزارة، يعرف تفاصيل الأزمة وتطوراتها، ويبدو أنه واحدة من عينيه على السد الواقع في إثيوبيا والعين الثانية على مشروعات الري في مصر، وهي مهمة جسيمة في ظرف حساس للغاية، يعول عليها المصريون كثيرًا إلى جانب الإدارة السياسية للأزمة.