هنا الفسطاط.. خطوة علي طريق إحياء القاهرة الإسلامية
محمود أبو السعود
هنا الفسطاط.. هنا عاصمة مصر القديمة، يخلد فى متحفها 22 ملك وملكة وصلوا لمثواهم الأخير فى مشهد أذهل العالم، هنا تاريخ سطرته أقدم عاصمة إسلامية فى إفريقيا، وهي ثالث مدينة إسلامية بعد الكوفة والبصرة، فى مدينة الفسطاط خرج المحاربون يسلون أسيافهم لفتح إفريقيا، ومن هنا أيضاً خرج من مسجدها أقلام لنشر الرسالة السماوية.
مطاعم ومسارح وممشى سياحي وحديقة مركزية 300 فدان .. مخطط تطوير منطقة مصر القديمة
قديماً وضع التخطيط لتنفيذ بناء مدينة الفسطاط، لتكون أول وأقدم العواصم الإسلامية، فبعد أن كانت مدينة الإسكندرية عاصمة البلاد، طوال عهد البطالمة والرومان، ولكن الخليفة عمر بن الخطاب رفض اتخاذها عاصمة للبلاد، واتخذت الفسطاط كأول عاصمة إسلامية.
ولكن بقاء الحال من المُحال ..سنوات من الإهمال والتجريف لشكل الحضارة المصرية نالت من أعظم أشكال التراث الحضاري لمصر، لتشوه عاصمة الدولة المصرية وتتحول إلي منطقة عشوائية بفعل الإهمال.
مرحلة جديدة فى عهد الرئيس السيسي اطلقنا عليها رحلة «استرداد التاريخ وإحياء القديم» هكذا هو المسمي الذي يستحق أن يطلق علي تلك المرحلة من عمر الوطن والتي تشهد عودة مصر القديمة بشكلها التاريخي فى ثوب جديد، بعيداً عن العشوائيات والتلوث والإهمال.
تواصل الحكومة المصرية جهودها للتخلص من صداع المناطق العشوائية الخطرة التي تهدد حياة قاطنيها يوميًا، وتنفيذ مخطط التطوير لتحويلها إلى مزارات وأماكن سياحية هامة ينظر لها العالم وكأنه معجزة.
انتهت االحكومة من أعمال إزالة منطقة المدابغ والفسطاط وعين الحياة "عين الصيرة" ومحيط سور مجرى العيون وأبوالسعود العشوائية بحي مصر القديمة لتطويرها والبدء في تنفيذ محاور مرورية ومزارات سياحية ونقل قاطنيها إلى وحدات آدمية مفروشة بالكامل.
أعمال إزالة المنطقة العشوائية لتنفيذ مخطط الدولة وتطوير المنطقة بالكامل" مجمع الأديان وعين الحياة والمدابغ وسور مجرى العيون"، منطقة مصر القديمة خطورتها من الدرجة الثانية وصادر بشأنها قرار إزالة منذ عام 2017، وستتم إزالتها بالكامل لإعادة تخطيطها.
منطقة "عين الحياة"
تعاني المنطقة من إرتفاع منسوب المياه بالإضافة إلى أن معظم المباني هناك مبنية بطريقة عشوائية، وجاري فحص تظلمات الأسر المتضررة من عدمه، وبناء محور يربط بين طريق الخيالة والطريق الدائري.
مخطط تطوير مصر القديمة
هناك مخطط لتحويل المنطقة لمزار سياحة هام نظرًا لما تتميز به من أماكن سياحية وأثرية هامة، منهم مجمع الأديان " مسجد عمرو بن العاص، أقدم المساجد الإسلامية في مصر وأفريقيا، وكذلك الكنائس القديمة "المعلقة، ماري جرجس، أبوسيفين، العذراء" والمعبد اليهودي وسور مجرى العيون بالإضافة إلى متحف الحضارة، وسيتم تنفيذ بعض المطاعم على بحيرة عين الحياة.
تطوير الفسطاط
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا مع مسئولي عدد من كبريات المكاتب الاستشارية الهندسية، لوضع تصورات لتطوير منطقة الفسطاط بالكامل، استكمالاً للنجاح الذي تحقق في تطوير بحيرة عين الصيرة، والمنطقة المحيطة بها، وكذا عدد من المحاور والطرق في المنطقة.
وأكد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، أن هناك مساحة بهذه المنطقة تزيد على 300 فدان في قلب القاهرة، نسعى لتحويلها إلى حديقة مركزية للقاهرة على غرار ما حدث في بحيرة عين الصيرة والمنطقة المحيطة، والمتحف القومي للحضارة المصرية.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا المشروع سيغير وجه مصر كلها، متكاملاً مع المشروعات الأخرى، التي تتم سواء في تطوير الكورنيش (ممشى أهل مصر)، وتطوير منطقة مثلث ماسبيرو، وتطوير سور مجرى العيون، وكذا المشروع الحلم، وهو إحياء القاهرة الإسلامية، لنعيد القاهرة لمكانتها الحقيقية كعاصمة تاريخية ثقافية سياحية.
وقال مدبولي للاستشاريين : سأكون جاهزاً لمناقشة كل الأفكار معكم للاستقرار على مشروع التطوير الذي سيتم تنفيذه .. هذه هى الفرصة المتبقية لقلب أخضر داخل القاهرة، والمطلوب منكم وضع أفكار لنتفق على فكرة للتطويرويبدأ تنفيذها، مضيفا: احلموا .. هذا المكان يستحق الحلم، وسنعملُ على تحقيقه.. والقاهرة تستحق منا أن نحلم من أجلها لتعود أعظم عواصم الدنيا.
يشمل مخطط تطوير منطقة الفسطاط أمام متحف الحضارات والذي تم نقل المومياوات الملكية له وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الأوتوستراد، بالإضافة إلى فتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين طريق الفسطاط وصلاح سالم.
وانتهت محافظة القاهرة، من إنشاء 6 كباري بمنطقة عين الحياة، من إجمالي 6 كباري يربطون المنطقة مع الطريق الدائري وصلاح سالم والأوتوستراد والعاشر من رمضان، وكذلك تطوير المنطقة المحيطة ببحيرة عين الحياة.
أما المرحلة الثانية، فتشمل إزالة العقارات والمقابر الواقعة في طريق الكوبري، الواصل بطريق الأوتوستراد وطريق العاشر من رمضان، الذي يقع في شارع الغفاري ومقابر الإمام الليثي.