أحدث الأخبار

مقالات,المؤشر,رضا طاهر,شجرتا الكافور

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه
شجرتا الكافور.. ومرجيحة عمي سليمان

شجرتا الكافور.. ومرجيحة عمي سليمان

 كانت هناك مزراع عنب، وعمال أهملوا في زراعتها حتى جدبت وعند الحصاد لم تأتِ الثمار المرجوه، فكانت العقوبة المفروضة من إله الخمر والنبيذ "باجوس" عند الإغريق أنه غضب على مزراعي العنب بسبب تقصيرهم في رعاية الإنتاج فأجبرهم على أداء ألعاب بهلوانية للتكفير عن ذنبهم.. من هذه الألعاب كانت الأرجوحة التي تعلق بين شجرتين، ويتم دفع راكبها بواسطة آخرين ويكون متأرجحًا بين السماء والأرض تنتابه هالة من الفزع والخوف ليسير المشهد عقوبة كما تحكي الأسطورة  اليونانية القديمة؛ لكن عمي سليمان حول المُرجيحة بوجهه الطلق الباسم  إلى لعبة مرح وسعادة بين شجرتين عتيقتين من الكافور وسط جو خال  طلق فسيح كانت المرجيحة التي يفد إليها الأطفال من كل حدب وصوب باحثين عن البهجة، والبهجة فقط  تأخذهم من فوق إلى أسفل وهم في قمة السعادة، إنها الطفولة والبراءة  والألوان الواضحة والطرق المستقيمة..فطرق الأطفال دائما هكذا لا تعرف الإلتواء أوالإعو جاج، إنها الطفولة في أوج براءتها التي لا تري إلا الجمال والصدق، ففي قصة فان"أندرسون" والتي تحكي أن الإمبراطور نزل عريانًا البحيرة كل المنافقين والدجالين رووا أنه كان يلبس ثياب مقدسة وأنه مستحيل أن يكون عريانًا إلا طفل أشار في براءة "الإمبراطور عريان".. كان وجه عمي سليمان كوجه الأطفال براءة وطلاقة يوزع الإبتسامة على جميع الأطفال، فيمنحهم الأمان، ويصنع ذلك المتحف من البهجة رغم أنها كانت بسيطة إلا أنها كانت تمنح السعادة للجميع بلا تمييز أو عنصرية عكس عالم الكبار الذي بات منافقا لا يرى من الحياة إلا المظاهر الخادعة الكاذبة، عالم يعيش على الأكاذيب.