أحدث الأخبار

المؤشر,الرئيس السيسي,قناة السويس,أسامة ربيع,السفينة الجانحة,إيفر جرين,إيفر جيفين,المجرى الملاحي

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

أبواق السفن تصدح مجددًا في قناة السويس.. وخبراء لـ«المؤشر»: «رُب ضارة نافعة»

استئناف حركة الملاحة في قناة السويس  المؤشر
استئناف حركة الملاحة في قناة السويس

استعادت حركة الملاحة الدولية نشاطها وعادت الحياة مرة ثانية لقناة السويس بعد توقف جزئي وكلّي دام قرابة 7 أيام، ما أسفر عن خسائر فاحة للقطاع المالي لمجرى القناة، فضلاً عن ارتفاع ملحوظ في أسعار شحن الحاويات، كما قفز سعر برميل النفط 7.5% عقب الحادث مقتربًا من 66 دولار، لكنه سرعان ما عاود الهبوط ليسجل مزيج خام برنت خلال الساعات القليلة الماضية نحو 63.99 دولار "متذبذب" على المدى القريب .

وتوجّ رجال القوات البحرية وفرق الإنقاذ جهودهم بإتمام عملية التعويم بعد تكريك كميات كبيرة تصل إلى20 ألف طن من الرمال، لتسهيل عمليات القطر والدفع البحري وهو ما أسفر عنتحريك جسم السفنية والغاطس وإعادتها إلى التعويم في المجرى الملاحي مرة ثانية، واتجاهها إلى البحيرات المرة حتى انتهاء التحقيق.

«إيفر جرين».. تمت المهمة بنجاح

ناقلة الحاويات "إيفر جرين" تعد واحدة من أكبر البواخر حول العالم، وتم بناؤها عام 2018، ويصل طولها قرابة 400 متر، وعرضها نحو 59 مترًا، وسرعتها 98 عقدة، وعمق الغاطس 15.7 مترا.

واستهلت رحلتها الأخيرة منذ أول مارس بميناء شنجهاي بالصين، ووصلت 5 مارس ميناء تايبيب في تايوان، وفي 7 من مارس عادت مرة ثانية إلى الصين من خلال ميناء بانتيان، وأبحرت حتى وصلت في 12 مارس في ميناء ناجونوج في ماليزيا، لتواصل إبحارها حتى وصلت إلى قناة السويس في 23 مارس متجهة إلى ميناء روتردام بهولندا؛ لكنها سرعان ما جنحت إلى الرمال متأثرة بعوامل ما زالت قيد التحقيق.

ومنتصف الإثنين الماضي 29 مارس، استقبل العالم النبأ السار على لسان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بعد نجاح تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة"EVER GIVEN" بعد تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة ٨٠% وابتعاد مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة ١٠٢ متر بدلًا من ٤ أمتار.

الرئيس السيسي يوجه التحية لرجال الهيئة

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحية خاصة لهيئة قناة السويس بجميع عناصرها على جهودها لتعويم السفينة الجانحة، مثمنًا جهود الدول التي عرضت المساعدة في التعامل مع أزمة السفينة الجانحة.

وقال الرئيس رغم التحديات التي واجهتها الهيئة لتعويم السفينة إلا أنها تمت دون خسائر وباحترافية، لافتًا خلال كلمته التي ألقاها على هامش الزيارة التي قام بها إلى الهيئة وعقده مؤتمر صحفي عالمي ، إلى أن الدولة ستعمل على تلبية مطالب هيئة قناة السويس لدعم قدراتها الفترة المقبلة.

وأضاف:علينا الاستفادة من الدروس والعبر من حادث السفينة الجانحة، ووعي المصريين يجعلنا نتجاوز التحديات والأزمات، مبديًا سعادته بتفاعل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع حادث السفينة الجانحة.

عميد «تجارة الأزهر»: مزاعم وجود بدائل للقناة فاشلة

وتعليقًا على ما حدث أكد الدكتور محمد يونس عميد كلية التجارة بجامعة الأزهر، أن ما حدث من توقف جزئي أو كلي بسبب حادث ناقلة الحاويات أظهر القيمة الدولية والملاحية لأهمية قناة السويس، والتي تعد واحدة من أهم الممرات الملاحية حول العالم، مضيفًا أن مجرد تعطل المجرى الملاحي عدة أيام أحدث تقلبات حادة في أسعار النفط، مصاحبًا اضطراب في سلاسل الإمداد والتوريد.

وشدد عميد تجارة الأزهر في تصريحات خاصة لـ"المؤشر" أن القناة تستحوذ على 30% من حركة نقل الحاويات، ونحو 7% من خطوط ناقلات النفط، و10% من حجم التجارة العالمي، وتأتي هذه الأرقام مفندة ورادعة بل وردًا قويًا للدول التي طرحت بدائل أخرى لقناة السويس، من بينها إيران  التي زعمت أن "باب المندب" سيفي باحتياجات النقل البحري، وروسيا التي طرحت"الممر الشمالي"، أما تل أبيب فتراهن هي الأخرى على "خط عسقلان" لكن مزاعمهم ستبوء بالفشل.

ووصف "يونس"  حادث جنوح سفينة "إيفرجرين" بقوله "رب ضارة نافعة"، فما وقع سلط الأضواء أكثر على أهمية القناة للاقتصاد العالمي، ومدى إضافتها كخط سير مختصر للوقت وآمن للملاحة البحرية، ويتسم بالعمل الدؤوب والبعيد عن الصخب أو المغالاة والروتين، في ظل ما تتمتع به البلاد من استقرار على كافة الأصعدة.

قبطان بحري: ملحمة تاريخية لرجال القناة 

يأتي هذا فيما أكد الدكتور قبطان بحري محمد عبد الجواد الشلوي، أن رجال البحرية وفرق الإنقاذ سطروا ملحمة تاريخية، ونجحوا بمناوراتهم العديدة في إنقاذ واحدة من أكبر وأضخم سفن الحاويات حول العالم.

وقال الشلوي: “فور وقوع الحادث تم الدفع بـ 8 قاطرات لتعويم السفينةعند الكيلومتر 151 على ترقيم القناة، كما تم الاستعانة بمعدات وقطع بحرية وقاطرات عملاقة حتى نجحت عملية التعويم مؤخرًا، وعادت حركة الملاحة إلى طبيعتها”.

وأضاف لـ"المؤشر"أن هيئة القناة لديها كفاءات عالية، ومدربون تدريب جيد، ويتمتعون بخبرة إدارية ومهنية وفنية، مشيدًا ببراعة المرشد المصري في مجال توجيه وإنقاذ السفن.، وهو ما أسفر عن تحرير الملاحة وعودة الحركة والمرور من وإلى القناة بعد توقف قارب سبعة أيام.