تمساح الشرقية.. قصة رعب حقيقية عاشها أهالي قرية الزوامل
محمود عبدالمنعم
في أعماق محافظة الشرقية، حيث تمتد الأراضي الزراعية الخصبة وتتدفق المياه في المصارف كشريان حياة للفلاحين، تحولت قرية الزوامل التابعة لمركز بلبيس إلى مسرح لقصة غريبة أشبه بفيلم رعب، بعد ظهور تمساح في مصرف يمر بين المنازل والطرق اليومية.
استمر الذعر أسبوعًا كاملًا بين الأهالي وعزبة السدرة المجاورة، حتى تمكنت الجهات المعنية من اصطياد الزاحف الغامض، لتعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها.
بداية الواقعة والفيديو الغامض
بدأت القصة قبل أيام عندما انتشر مقطع فيديو قصير عبر مجموعات "واتساب" يظهر ظلًا يتحرك تحت سطح المياه الراكدة في المصرف الرئيسي، الذي يبلغ عرضه نحو 12 مترًا ويخدم صرف مياه زراعية لنحو 99 ألف فدان بالإضافة إلى القرى المجاورة.
ظهر رأس التمساح بوضوح لثوانٍ معدودة قبل أن يغوص مرة أخرى، ما أثار موجة من القلق والشائعات بين السكان الذين لم يصدقوا في البداية أنهم يشهدون واقعة حقيقية.
روايات الأهالي والذعر اليومي
روى الأهالي تفاصيل مثيرة عن كيف سيطر الخوف على حياتهم اليومية:
- أثناء ري مزارع لأرضه ليلًا شاهد عيون التمساح تلمع مثل المصابيح، مما دفعه للهرب.
- شخص أخر رأه يصعد على الجسر ثم يعود إلى المياه.
الأطفال أيضًا شعروا بالخطر، حيث اضطر طفل من القرية، لتغيير طريقه للمدرسة لتجنب الجسر.
تحولت المنطقة كلها إلى مكان يتجنبه الجميع، وغيرت الأسر مسارات أبنائها، وأجل المزارعون أعمالهم الليلية خوفًا من الزاحف.
تصاعد الشائعات وتحرك السلطات
مع انتشار الفيديو، تصاعدت الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب الأهالي بسرعة التحرك للقبض على التمساح، بينما تكهّن البعض بوجود أكثر من زاحف.
تحت توجيهات محافظ الشرقية ومدير الأمن، شكلت الجهات المعنية لجانًا متخصصة تضم ممثلين عن جهاز شؤون البيئة، ومديرية الطب البيطري، والنيابة العامة.
كما وصل فريق متخصص من وحدة صيد التماسيح بمحافظة أسوان لقيادة العملية.
خطة الاصطياد والجهود الميدانية
تحول المصرف إلى مسرح عمليات مكثفة استمرت أسبوعًا، اعتمد الفريق على خطة محكمة تشمل:
- تحليل مسارات المياه وطبيعة الطمي.
- نصب شباك حديدية على ضفتي المصرف.
- استخدام قوارب وأجهزة كشف حراري لتتبع حركته.
شارك في العملية شيخ صيادي الشرقية الحاج عبد الفتاح عبد النبي مع مجموعة من الصيادين المتطوعين.
قال عبد الفتاح: "رصدناه ليلًا بطول 80-90 سنتيمترًا واستمررنا في الحملات على مدار الساعة حتى نجحنا في اصطياده".
تابع موقع المؤشر علي تطبيق نبض

















