أحدث الأخبار

عندما سأل الإعلامي عمرو أديب رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى عن مشروعه السكني الأحدث مدينة نور أمام العاصمة الإدار

المؤشر,العاصمة الادارية,مدينتي,مجموعة طلعت مصطفى,طلعت مصطفى,مدينة نور,هشام طلعت مصطفى,مدينة الرحاب

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه
من الرحاب إلى نور.. 3 مدن تروي قصة نجاح هشام طلعت مصطفى

هشام طلعت مصطفى.. إمبراطور «المدن الجديدة»

رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى  المؤشر
رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى

عندما سأل الإعلامي عمرو أديب، رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى عن مشروعه السكني الأحدث “مدينة نور” أمام العاصمة الإدارية، قال له: “عندما ستأتي إلى هنا بعد عشر سنوات، عام 2031، ستقول لي: بالفعل، كان لديك بُعد نظر”.



هكذا يبني إمبراطور المدن الجديدة فلسفة عمله في بناء المشروعات السكنية الخاصة، خلال أكثر من 25 سنة، بدأها بـ”الرحاب”، وصولا إلى “نور”، مرورا بـ”مدينتي”، إذ يمتلك ذلك النوع من الرؤية المستقبلة الممزوجة بجرأة في اتخاذ الخطوة، إلى جانب الذكاء في توفير سبل النجاح للمشروع عبر التخطيط الجيد والتنسيق مع الحكومة واغتنام فرص التسهيلات.

 

مشروع مهندس توقف برغبة الأب المؤسس

في ذلك الوقت لم يكن في أسرة الأب، المهندس ورجل الأعمال، طلعت مصطفى، شخصا لديه خبرة في المحاسبة وإدارة الأعمال، لذلك أقنع الأب، نجله الأصغر أن يحول مساره إلى دراسة التجارة، محققا رغبة والده الذي يقول إنه كان "يتمتع برؤية بعيدة المدى".

أثناء دراسته، بدأ اعتماد الأب على "هشام" سريعا في شركة الأب، وعندما جاءت لحظة تخرجه عام 1980، أصبح مسئولا عن هيكلة "شركة الإسكندرية للإنشاءات"، إحدى شركات مجموعة طلعت مصطفى.

كان هشام طلعت هو العقل الجديد في الكيان الإنشائي الذي أسسه الأب، وبدا بدراسته الحديثه واطلاعه الواسع مدركا لمستقبل السوق العقاري في مصر وما سيشهده من تغييرات في السنوات التالية.

عقل حديث.. واستفادة من تجاربة أجنبية

خلال الفترة من 1975 إلى 1984، زار "هشام" الولايات المتحدة وأوروبا أكثر من مرة، وهناك اطلع على أحدث التطورات في سوق العقارات، ولفتت نظره المدن الحديثة متكاملة الخدمات، لكنه كان مشغولًا بالبحث عن أسباب عجز القطاع العقاري في مصر عن الوصول بمستوى التطوير العقاري إلى المستوى العالمي.

التقط "هشام" بذكائه توجه الحكومة في مصر لطرح مشروعات عقارية، فأخذ يعمل على تأسيس كيان عقاري خاص بمجموعة "طلعت مصطفى" تصبح من خلاله فاعلة أكثر في السوق العقاري المفتوح للاستثمارات.

في تلك الفترة، كان المحاسب الشاب، والقيادي في مجموعة والده، مشغولا أيضا بفكرة توفير وحدات سكنية تلبي احتياجات الطبقة الوسطى، فماذا فعل هشام طلعت مصطفى ليحقق رؤيته تلك؟

عندما تقرأ سيرة هشام طلعت على الموقع الرسمي للمجموعة ستجد هذا الاحتفاء المركز به: "أثناء سنوات قيادته لأعمال القطاع العقارى والسياحى بمجموعة طلعت مصطفى، تم تشييد جميع مشاريعها الرائدة في كل مجالى الاستثمار العقارى والسياحي".

ملك الكومبوندات

هذه العبارة تشهد عليها مشاريع الابن الأصغر لطلعت مصطفى، والرجل الأول في المجموعة الآن، إذ سارع إلى تطبيق فكرة المجمعات السكنية الراقية "الكمبوندات"، وفعلها بالفعل خارج العاصمة القاهرة، عندما أنشأت "طلعت مصطفى" مشروع "الربوة" في مدينة الشيخ زايد عام ، ثم مشروع "ماي فير" في مدينة الشروق عام 1994.

سبق هذا تنفيذ منتجعات سياحية فاخرة في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية، مقر شركات طلعت مصطفى الأول، والمدينة التي عاش وتعلم فيها "هشام".

النجاح من بوابة شرق القاهرة

غير أن عام 1997 كان بداية ذورة تحقيق رؤية هشام طلعت مصطفى، عندما أنشأ مدينة "الرحاب" ذات الخدمات المتكاملة بالقاهرة الجديدة. الرحاب هي أول عنقود مدن هشام طلعت مصطفى التي بدأ إنشائها شرق القاهرة، مقامة على نحو 10 ملايين متر مربع، لتستوعب 200 ألف نسمة، وهي "أول مدينة سكنية متكاملة الخدمات ينشئها القطاع الخاص في مصر، وتمثل نموذجا مثاليا لمجتمع حضاري متكامل قائماً بذاته"، كما تصفها المجموعة.

بعد 9 سنوات، أقام "هشام" مشروعه الثاني الأشهر، عندما بدأ في عام 2006 إنشاء "مدينتي" والذي يوصف بأنه أكبر مشروع عقاري يطوره القطاع الخاص في العالم. على مساحة تزيد عن 33 مليون متر مربع، مستوعبا 400 ألف نسمة، يصلون إلى مليون عندما تكتما مراحل إنشاء المشروع في العام 2035.

"الرحاب" و"مدينتي" هما المدينتان اللتان يفخر بهما هشام طلعت مصطفى، لكن رجل لا يتوقف كما يبدو من مشواره، ورغم أزمة السجن التي امتدت لما يقرب من 10 سنوات، فإن ""الرحاب" و"مدينتي" رغم فخره الشديد بهما لن يكونا آخر مشروعاته.

“نور”.. المولود الجديد

"نور" هي آخر عنقود مدن "هشام"، أُعلن عنها مؤخرا ووضع حجر الأساس لها رفقة وزير الإسكان، في مقرها أمام العاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 5 آلاف فدان.

المشروع السكني الثالث لهشام طلعت مصطفى ما زال يتركز في محور شرق القاهرة، الاتجاه المفضل لـ"إمبراطور العقارات"، ويتزامن مع خطة الدولة للانتقال إلى العاصمة الإدارية، بناءً على توقعات بأن يصل عدد سكان المنطقة ككل في 2030 إلى 10 مليون نسمة.

وبعد أن كانت "الرحاب" و"مدينتي" مميزتين بشعار "مدينة الخدمات المتكاملة"، فإن القفزة التي ستحققها "نور" بحسب ما هو معلن أنها ستطبق فكر المدن الذكية من خلال تقنيات تكنولوجية وبنى تحتية متطورة، اعتمادا على تصميمات وخطط 4 مكاتب وشركات عالمية استعان بها رجل المدن السكنية الخاصة.

المولود الجديد لرجل الأعمال الستيني يكشف إلى مدى يتمتع هشام طلعت مصطفى بذكاء وقدرة فائقة على التقاط خيط أفكار الدولة والتعامل معه، سواء بالمنافسة أو بالتكامل أو بالتعاون، وربما يريد قطب المشروعات السكنية أن تكون “نور” مشروعه الشخصي الأخير، يضع فيه كل خبرته وقدراته وما وصل إليه فكر مجموعته، ليساهم بقوة في هذه المرحلة الجديدة على أرض مصر.