الذكاء الاصطناعي يحسن دقة التشخيص.. هل يحل محل الأطباء؟

بينما يجري التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في المجال الطبي، ويتزايد تدريجياً الاعتماد عليه في العمليات الجراحية، فضلاً عن استخدامه كبديل للطبيب النفسي واستغلاله في "الفضفضة" لتسهيل التعامل مع المشاكل النفسية، يرى خبراء أنه قد يكون خطيراً إذا تحول إلى بديل عن التفاعل الإنساني أو وسيلة للهروب من الواقع.

إدخال الذكاء الاصطناعي في عمليات مناظير القولون

وقال الدكتور محمد بدر، مدير عام الإدارة العامة للرعاية الثانوية، بالهيئة العامة للرعاية الصحية، إن محافظة السويس سجلت سابقة طبية هامة بإدخال الذكاء الاصطناعي في عمليات مناظير القولون لأول مرة، حيث يُستخدم برنامج الذكاء الاصطناعي كمساعد ذكي للأطباء أثناء إجراء الفحوصات، مؤكدا أن برنامج الذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل صور المعدة أو القولون وفقًا للبروتوكولات العالمية، مما يساعد الطبيب على إجراء الفحوصات بشكل أدق وأسرع، كما يساهم في الكشف المبكر عن أي تغيرات أو أورام قد لا تكون مرئية بالعين المجردة، مما يعزز فرص التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

وأضاف بدر في مداخلة على شاشة اكسترا نيوز، إن هيئة الرعاية الصحية تسعى إلى تخطيط خريطة صحية جديدة تعتمد على توفير الخدمات الطبية المتقدمة بالقرب من المواطنين، خاصة في المحافظات الحدودية مثل إقليم قناة السويس وإقليم الصعيد.

وأوضح الدكتور بدر، أن الهدف لا يقتصر فقط على توفير الخدمات الطبية، بل يتمحور حول تقديمها في أماكن قريبة من المواطنين، بدلاً من إجبارهم على السفر إلى مدن بعيدة مثل جامعة عين شمس للحصول على تخصصات معينة، مضيفا أن هذه الخطة بدأت بالفعل في إقليم قناة السويس وستتوسع لتشمل إقليم الصعيد والقرى المحيطة.

الذكاء الاصطناعي لا يغني عن دور الأطباء 

من جانبه، قال الدكتور أحمد فوزي، الخبير التكنولوجي، إن الذكاء الاصطناعي يسهل الحياة لكن لا يغني عن دور الأطباء.

استغلال الذكاء الاصطناعي في الفضفضة قد يقود للاكتئاب 

وأضاف فوزي، خلال لقائه على قناة صدى البلد، أن بعض المستخدمين يستغلون الذكاء الاصطناعي في الفضفضة أو التعامل مع مشاكلهم النفسية، ما قد يقود في بعض الحالات إلى العزلة أو الاكتئاب إذا لم تتم مراقبته بشكل صحيح. 

وأكد الخبير التكنولوجي، أن الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مساعداً في مجالات متعددة مثل إعداد التقارير أو كتابة الرسائل الإلكترونية أو استخراج البيانات، لكنه لا يمكن أن يحل محل الأطباء النفسيين أو يقدم استشارات نفسية أو صحية حقيقية.

ولفت إلى أن هناك فروقاً واضحة بين منصات الذكاء الاصطناعي، حيث يتميز "ديب سيك" في العمليات الحسابية والإحصائية، بينما يتفوق "تشات جي بي تي" في المقارنات وتوليد الإجابات النصية بجودة عالية، مشيراً إلى أن التصنيفات العلمية لهذه الأدوات تعتمد على معايير الاستخدام والأداء.

الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن التفاعل الإنساني

شدد فوزي على أن الاستخدام الأمثل لهذه النماذج يسهل الحياة اليومية والعملية، لكنه في الوقت نفسه قد يكون خطيراً إذا تحول إلى بديل عن التفاعل الإنساني أو وسيلة للهروب من الواقع.