أحدث الأخبار

في تسعينيات القرن الماضي كان هذان الاسمان معروفان للأغلبية الأول هو أحمد الريان والثاني أشرف السعد.

المؤشر,مصر,أشرف السعد,أحمد الريان,توظيف الأموال,عودة أشرف السعد,التسعينيات,ملياردير

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

أشرف السعد.. «ملياردير التسعينيات» العائد بابتسامته الغامضة

رجل الأعمال أشرف السعد  المؤشر
رجل الأعمال أشرف السعد

في تسعينيات القرن الماضي، كان هذان الاسمان معروفان للأغلبية، الأول هو أحمد الريان والثاني أشرف السعد.عمل الاثنان في مجال "توظيف الأموال"، بدءآ في وقت متقارب ثم اندمجا، لكن المصائر اختلفت ولو نسبيًا، إذ دخل الأول السجن ولم يخرج منه إلا بعد 21 سنة في حين أخلي سبيل الثاني وسافر إلى أوروبا ولم يعد.

لكن أشرف السعد قرر أن يعود، بعد نحو 25 سنة من مغادرته مصر في قضية مثيرة للجدل. وبصوره له على متن الطائرة، كتب اليوم، على حسابه بموقع "تويتر": "كان غياب جسدي فقط، وبقيت روحي في مصر”.

 

بعد تخرجه في المعهد العالي للدراسات التعاونية عام 1977، اشتغل محمد شريف السيد علي سعد، في تجارة العملة، تلك التجارة التي كانت شائعة آنذاك بعد السنوات الأولى لتطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي منتصف السبعينيات.

من تجارة العملة دخل "السعد" في مجال توظيف الأموال، وهي تجارة كانت رائجة كذلك، بفعل مداعبة أحلام المواطنين في الثراء دون جهد، فأسس شركة "السعد للاستثمار".

اقرأ أيضًا: بعد انفصاله عن زوجته.. حذف بيل جيتس من قائمة مليارديرات العالم

اكتست شركات أشرف السعد، وأحمد الريان كذلك بطابع ديني زكّاه المظهر البادي على وجه أصحابها، مثل اللحية والجلباب واستدعاء الإسلام في كل تفصيله، بل وبناء تجارتهما على فكرة “حرمانية فوائد البنوك”.

ساعد على ذلك أيضا الدعم الذي تلقاه هؤلاء من رموز الدعوة في مصر آنذاك. رغم كل هذا تفجرت ضدهم بلاغات ودعاوى قضائية عديدة بتهمة النصب.

 

ترك أشرف السعد كل هذا وراء ظهره وسافر الرجل المولود في 1954 إلى فرنسا للعلاج، لم يكن أكمل 40 سنة آنذاك، وللمفارقة فإنه بعد ثلاث أشهر من سفره صدر قرار بـ"وضعه على قائمة الممنوعين من السفر".

بعد أن أخذت "بلاغات النصب" طريقها إلى المحاكم، عاد أشرف السعد من فرنسا فجأة، وبدا أن إحالته فورًا إلى محكمة الجنايات في العام 1993 ستنتهي به إلى السجن مثل زميل "توظيف الأموال" أحمد الريان الذي أدين بتهم النصب عام 1989.

غير أن المحكمة أخلت سبيله بكفالة قدرها 50 ألف جنيه في القضية، فيما تشكلت لجنة فحص نشاطته وأمواله التي وُضعت تحت الحراسة.

اقرأ أيضًا: وجوه رمضان 1| طارق لطفي.. 30 سنة والموهبة تنضج على مهل

في يونيو 1994 سافر "السعد" إلى فرنسا مرة أخرى للعلاج، ومنها انتقل إلى لندن التي ظل فيها إلى اليوم، فيما ظلت أمواله تحت الحراسة حتى عام 2009 عندما صدر حكم بإنهاء الحراسة وإعادته ممتلكاته إليه مرة أخرى، بعد أن استعاد المودعون أموالهم المقدرة بـ320 مليوناً و618 ألف جنيه.

لا يخفي أشرف السعد حجم الثروة الهائلة التي كانت تحت يده، عندما كان شابًا لحيته كثة وطويلة وسوداء، وابتسامته عريضة، وبحسب ما يعترف به بوضوح، فإنه عندما كان عمره 28 سنة، أي في عام 1982، كان ثروته نحو مليار جنيه مصري.

 

يُعرف "السعد"، المولودة في حي المنيرة بالقاهرة، بغموضه وإثارته للجدل، وكثيرًا ما تتصور فيه صورة رجل الأعمال في الأعمال السينمائية الذي يقول قبل نهاية الفيلم بقليل "أنا لو وقعت مش هقع لوحدي"، ذلك أنه كثيرًا ما كان يتحدث عن أن مسئولين بارزين في التسعنيات كانوا يودعون أموالهم في شركته، وبتعبير له نصًا يقول "إن كثير من رجال الأعمال المعروفين خرجوا من عباءته"، لكنه لا يريد أن يتحدث "كي لا يحرج أحدًا".

من منظور آخر، بدا أن السياسة انتبهت لخطورة هذه الشركات، بغض النظر عن قانونية وسائلها من عدمه، إذ تخوفت الحكومة من تغول هذه الكيانات "المالية الإسلامية" داخل الدولة وجنوحها خارج الاقتصاد الرسمي.

دليل على ذلك ما نقرأه في هذا الإعلان الصحفي لخبر اندماج شركتي الريان والسعد، إذ يعد الكيان الجديد بـ"آلاف الوحدات السكنية وتحريك المشروعات الوطنية المتعثرة، واستصلاح مائة ألف فدان، وتوفير آلاف فرص العمل والإسهام في تنمية موارد الدولة".

 

غادر أشرف السعد مصر وعمره  40 سنة، وطوال 25 سنة تغيرت ظهرت علامات الكبر عليه، شاب شعره، ابيضت لحيته التي كانت سوداء، ظهرت صلعة العجائز، لكن ابتسامته العريضة ما زالت على وجهه، لكنها تبدو أكثر غموضًا إذا ما لاحظت طيف دهاء في عيني "تاجر العملة" القديم، العائد وهو مقبل على السبعين.