أحدث الأخبار

تغيرات أسعار فائدة الفيدرالي الأمريكي وأثرها على الاقتصاد العالمي والبنوك ٠٠ وصولا الى حرب قادمهبسم الله الرح

يكتب,مقالات,المؤشر,على العباسي,موقع المؤشر

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه
العالم إلى أين؟.. أسباب ونتائج «قاتمة»!

العالم إلى أين؟.. أسباب ونتائج «قاتمة»!

تغيرات أسعار فائدة الفيدرالي الأمريكي وأثرها على الاقتصاد العالمي والبنوك ٠٠ وصولاً الى حرب قادمه

بسم الله الرحمن الرحيم  (( ومن أهل الكتاب مَن أن تأمنه بقنطار يؤدِه إليك ومنهم مَن إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك )) 75 – آل عمران  

                                            صدق الله العلي العظيم

  المدخل :  شهد العالم بأجمعه حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي على حد سواء مما شكل صدمة إمتدت آثارها على الفرد البسيط في حياته اينما كان وفي اي مكان منذ ان انتهت الحرب البارده بين قطبي العالم (الغربي والشرقي) في بداية تسعينات القرن الماضي وتفرد (امريكا) كقطب أوحد (تَحكُم وتتحكم) بالعالم واستخدام دولارها كوسيلة (ارهاب) سياسي واتخاذه ( عصا لمن عصى ) منذ اعتماده وحدة تبادل مالي في  اتفاقية برتن وودز ( ٢٢ يوليو/ تموز ١٩٤٤)   والمشروط بغطاء من الذهب ( ٣٥ $ / اوقية ذهب ) حتى حصول ما اطلق عليه ( صدمة نيكسون -  Shock Nixon) في (١٥ اغسطس/ اب ١٩٧١) والتي أعلن فيها فك ارتباط الدولار بغطاء لذهب (المتفق عليه) في اجراء (تعنتي – سلطوي - أُحادي) كانت من نتائجه :-

 اولا : تعويم العملات العالميه (اضطراراً) مقابل الدولار الورقي (فاقد التغطيه) معتمدا على قوة امريكا الاقتصاديه و العسكريه والتي وصلت حد التدخل المباشر لإسقاط (من يدنو من سوردولارها)  وهو السائد والمعمول به حالياً ومن ثمراته تدفع شعوب العالم تبعاته ذلاً وهوان و٠٠ تبعيه !!!! 

ثانياً :  اقناع المملكة العربية السعوديه )ترغيباً وترهيباَ) على ربط جميع صادراتها النفطيه (بالدولار) في ١٩٧٤ بمقابل شراء السعوديه سندات الخزانه الامريكيه  (( وكانت هذه العمليه هي الانقاذ الفعلي لانهيار الدولار وامريكا معاً )) بعدها شاع مصطلح ( الذهب الأسود ) والتي اصبحت فيما بعد (قاعدة) لاسواق النفط وكل ما دونها ( جريمة لاتغتفر ) !!

ولنا الامثلة التاليه :- ▪︎

أ – إسقاط حكومة محمد مصدق في ايران في( ١٩ اغسطس / اب  ١٩٥٣) والاتيان بالشاه محمد رضا بهلوي بحكومة تابعه والتمهيد له ليعود شرطيها على الخليج (اكثر قوة وسطوه) بتدخل مباشر من قبل المخابرات ( البريطانيه والامريكيه) والتي اطلق عليها تسمية (عملية التمهيد – Operation Boot  ) في بريطانيا و( مشروع اجاكس – TPAJAX Project  ) وهذا ما اعترفت به المخابرات الامريكيه في( اغسطس سنة ٢٠١٣ ) بعد خمسون عاما والسماح برفع السرية عنها ٠٠ ( لا لسبب سوى إنه اراد الاتجاه نحو المعسكر الشرقي آنذاك وفقاً لمصالح بلده ) ▪︎

ب – اسقاط حكومة (بنما) برئاسة مانويل انطونيو نوريغا بتدخل عسكري مباشر في ١٩٨٩ (تحت ذريعة الاتجار بالمخدرات وغسيل الاموال ) وهي تهم جوهرها الدولار ٠ ▪︎

ج – زعزعة العالم والسيطرة على الخليج العربي بالتمهيد للرئيس العراقي صدام حسين بغزو واحتلال الكويت ومن ثم شيطنة الامور لتحصد ما لم تكن تحلم به حتى بعد (٥٠ ) سنه حينه !! [[ وهنا يكمن عامل السرعة والوقت في وضع اليد على مصادر الطاقة ومن ثم التحكم بالعالم بالترغيب او بالترهيب ]]  ▪︎

د – نخر وتفكيك وانهيار الاتحاد السوفيتي في ٢٦ ديسمبر ١٩٩١ والانفراد بالعالم كقطب ( واحد – اوحد ) ▪︎

ه – غزو واحتلال العراق والسيطرة على خيراته باسباب واهيه كُشِف كذبها فيما بعد لكن الحقيقة هي اعلان حكومة صدام حسين بيعها للنفط بعملة (اليورو) بديلا عن الدولار !! ▪︎ و – اسقاط الرئيس الليبي معمر القذافي وتفكيك ليبيا تحت ذرائع شتى والسبب الحقيقي هو اعلانه تاسيس واعتماد عملة افريقيه موحده اسمها ( إيكو) بمعادل لليورو الاوربي و(مضاد للدولار) ٠ ▪︎

ز – اسقاط حكومة رئيس الوزراء الباكستاني ( عمر خان) في ( ابريل / نيسان ٢٠٢٢ ) لرغبته بالاتجاه شرقا والانضمام الى تجمع ( بريكس) ٠

من كل ماورد في اعلاه من غطرسة امريكيه ضاق العالم بها ذرعاً ودفع ويدفع اثمان باهظه الثمن بسبب هيمنة الدولار على اقتصاداتها وما نتج عن تقلباته على اثرها وجد العالم نفسه مضطراً للخلاص من هذه الشرنقة باتحاد (اقتصادي – مالي – سياسي ) تمثل في تجمع (بريكس) ( المكون من خمسة دول ) والدول الراغبة بالانضمام اليه والبالغة حتى الان بحدود (19) دولة من ذوات  الاقتصادات الكبيره مما اشعل فتيل الخطر المحدق بهيمنة امريكا و(انهيار دولارها الى الابد) ٠

نحاول هنا ان نبين اثر تقلبات سعر الفائده على الدوار على مجمل الانشطه الاقتصاديه والماليه على الدول عامة وعلى سياسات البنوك خاصة ٠٠٠ بشكل (سهل – ممتنع) يضع النقاط على حروفها بما يجب ٠ ▪︎ ح – استخدام سلاح العقوبات الامريكيه على شعوب كل من يخالف سياستها مثلما حصل من حصار اقتصادي ( مميت ) على الشعب العراقي ( ١٣ ) سنه يشهد لها التاريخ ؛ تبعها حالياً حُزَم  العقوبات على ايران وروسيا متمثلاً بتجميد اموال الأولى ومصادرة إصول وموجودات وأرصدة الثانيه ( دون سند قانوني متفق عليه )

أولاً : تعريف بالمصطلحات :-

   ¤ - ما هو سعر الفائده ؟

  بإختصار شديد وسهل على المتلقي : هو نسبة الفائده التي يحددها مجلس ادارة الاحتياطي الفيدرالي الامريكي على مبالغ القروض وكل أنواع الأتمام الممنوحة من قبله لادامة ديمومة سطوة الدولار ومن ثم التحكم بكل او على اغلب مجمل النشاط الاقتصادي العالمي بما يتيح للهيمنة الامريكيه من البقاء ٠

¤ - معنى ( معدل الفائده ) : هوالسعر الذي يقرره مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي تستدان به الدول (عن طريق صندوق النقد الدولي ) او ما يستدان به من قبل البنوك لقاء حصولها على الاقراض من اوراق الدولار الامريكي لتمشية وديمومة اعمالها بما فيها البنوك المركزيه على ان يتم السداد بأوقات متفق عليها ( وغالباً ما تكون تلك الجهات مضطرة للقبول بالشروط المفروضة عليها ومرغمة على تنفيذها لتجاوز مراحل خطره )  وبمعنى آخر فهو يمثل مؤشراً ( للتكلفه) المحسوبه على القروض الممنوحه والنشاط الائتماني على مجمل الاقتصاد المعني وفق (معدل) معين يتراوح بين ( حد أدنى وحد اعلى) لا يجوز تجاوزه  ٠

ومن هنا يكون لنا المدخل في بيان خطورة والآثار المترتبه عن (تقلبات) و ( ارتفاع) معدل اسعار الفائده للفيدرالي الامريكي بشكل ( سلبي) على مجمل (ان لم يكن اجمع) البنوك في العالم ومن ثمارها الملموسة قريباً (انهيار وافلاس) بعض البنوك العالميه ذات الرصانه بشكل مفاجيء نتيجة تعثرها مثل بنك وادي السليكون في آذار ٢٠٢٣ وبنك واشنطون ميوتشوال ( Washington Mutual Bank )  وبنك سغنتشرSignature Bank) ) وبنك جي بي مورغان ٠٠ الخ   لذا يمكن توضيح اهم الجوانب التي يؤثر عليها تغير سعر الفائده الفيدرالي ( صعوداً ) بما يلي :-

1 – تكلفة القروض :- يؤشركل ارتفاع في سعر الفائده تأثيراً سلبياً على حجم وكم ( الاستدانه) المستهدف من قبل البنوك من الاحتياطي الفيدرالي وهذا ما يؤثر على زيادة تكلفة تلك القروض وبالتالي يؤشر على تأثير مباشر وملموس بالانشطه الاقتصاديه للمقترضين وبالتالي التأثير على اسعار صرف العملات المحليه داخل البلدان لينعكس اثرها المباشر على الافراد ومعدلات معيشتهم اليوميه ٠

وينسحب ذلك على حجم الاستثمارات المتوقعه لبلد ما في مجال التنميه الامر الذي يؤدي الى تراجع الطلب على الاقتراض لتمويل مشاريعها من البنوك من قبل الشركات والافراد وبالتالي سيؤدي ذلك الى انخفاض ارباح البنوك الناجمه عن انشطتها الائتمانيه وبما يمثل هوامش متراكمه من الخسائر التي قد تؤدي الى تعثرها وربما انهيارها ٠

٢ – السيوله :- عند كل ارتفاع في اسعار الفائده يتجه المستثمرين  الى وضع امواهم في الاستثمارات ذات العوائد العاليه مثل ( السندات الحكوميه وشهادات الايداع )  وتكون النتيجة الحتميه لذلك الى نقص السيوله لدى البنوك بفعل اتجاه كبار المودعين الى سحب اموالهم ( في وقت واحد ) مما يضطر تلك البنوك الى ( زيادة تكلفة الاقراض)  نتيجة شحة السيوله المطلوبه تحت تأثير ( قاعدة العرض والطلب) ٠

▪︎ ٣ – مخاطر الأتمان :- عندما ترتفع الفوائد يواجه المقترضين صعوبة في تسديد او الايفاء بالتزاماتهم المقررة بتاريخ معين واي تأخير عن ذلك الموعد سيترتب عليه عمولات وفوائد اضافيه وبالتالي سؤشر ذلك الى الزيادة في مخاطر الأئتمان وبالشكل الذي يؤدي الى زيادة في نسبة ( التعثر في سداد الدين) ؛ وبالتالي تراكم (الديون المتعثره) لدى البنوك المانحه بما يؤدي الى خسارتها التي ستؤدي الى عدم الاستقرار المالي وتخبط السوق مصحوباً بصعوبة السيطرة على الاسعار ذات الصلة المباشره في معيشة الناس وبالتالي خلق حالة من التضخم ٠ ▪︎

٤ – تأثير العوائد على الأصول :- مما لاشك فيه ان لتغيرات اسعار الفائده تأثيراً مباشراً على العوائد المتأتية من الاصول ( لطبيعة العلاقة العكسيه بين اسعار الفائده وقيمة الاصول ) فكلما ارتفعت اسعار الفائده يقابلها هبوط في ( اسعار الاصول ذات العائد الثابت ) مثل السندات التي تقدمها البنوك مما يؤدي الى تقلص (قيمة المحافظ الاستثماريه) وبالتالي يؤثر على نسبة ارباحها المتوقعه وهذا بدوره يخلق حالة من الارتباك والركود في البورصات والبنوك على حد سواء ٠ ▪︎

٥ – تأثيرها على التجاره العالميه :- مما لاشك فيه ان تغيرات اسعار الفائده المستمرة تؤثر تأثيراً مباشراً على أسعار صرف العملات في اسواق التبادل المالي المختلفه مما يؤثر تأثيراً مباشراً على حجم التعاملات التجاريه و أقيامها نتيجة التخوف من التغيرات الناجمه عن عملية عدم استقراراسعار الصرف على مايقابلها من بضائع مستورده والتغيرات الناجمه على قيمة طرحها للأسواق بين سعر الشراء الأساس والسعر السائد المطروح  طردياً مع كل تغيير في سعر الفائده الفيدرالي  وما يتبعه من آثار سلبيه على البنوك عالمياً ومحلياً ٠

¤ - الحصيلة من تغيير سعر الفائده الفيدرالي :  لو تتبعنا خط سير وحجم المعاناة التي تسببت بها هيمنة الدولار وآثارها على مختلف الاتجاهات لوجدنا ان الفيدرالي الأمريكي اضطر الى تغيير سعر الفائده (7) مرات في فترة قياسيه ( بين آذار / مارس ٢٠٢٢ الى آذار / مارس ٢٠٢٣ ) لمواجهة حالة التضخم المتسارعه  لتصل الى معدل  ( ٤.٥ % ) ومن المتوقع ان يصل الى (5.1 %) في قادم الايام القريبه ؛ بعد ان كانت سعار الفائدة مستقرة لعقود من الزمن بين  ( 0.٠25 % -  ٠.٥٠ % ) اي( بتوضيح فصيح بين (ربع) الى ( نصف) النقطه ) وبمعدلات ثابته اي انها تضاعفت بمقدار (16) – (20) مره عن سعر الأساس خلال سنة واحده ( وهذا ما يسميه البعض ( انهيار) لبعض العملات أمام الدولار دون فهم الحقيقة ( المفروضة إضطراراً لا المختارة عجزاً ) ؟  جعلت مجلس ادارة الفيدرالي يواجه حالة ( شبه الصدمه ) وحالة اللا استقرار في ايجاد الحلول المناسبه بين نارَي (الاستمرار برفع سعر الفائده ) لغرض السيطرة على معدلات التضخم المتسارعه في الداخل الأمريكي أولاً وأثره المباشر على تغيرات الأسعار ( وهذا معناه السير الى إنهيار الاقتصاد الأمريكي وحلول الكارثه) وبين ( محاولات البحث عن نقطة التوقف بالقبول بأهوَن الشّرين ) ٠٠ وهذا هو المحال تحت ضغوط واقع ملموس مفروض على ارض الواقع حالياً ٠

¤ - أمثلة على التأثيرات الخارجيه –  نرى من كل ماتطرقنا اليه من تقديم لنصل الى حقيقة ان العالم ضاق ذرعاً من تلك الهيمنة   (البغيضه) واستخدام الدولار سلاحاً وكقطب أوحد والذي ظهرت آثاره المباشرة على اقتصادات العالم اجمع والدول النامية بالذات منها خصوصاً ٠

فنجد مثلاً ان تلك التغيرات المضطربة تسارعاً إنعكست وبشكل مباشر على اقتصادات بعض الدول المستقرة اقتصادياً ومالياً ( وإن كانت كفائة احتياطياتها لم تنعكس بشكل واضح على مواطنيها ) مثل :-

▪︎ - السعوديه : التي ارتفع فيها الفائده على عمليات اعادة الشراء من ( ٠.٠٥% ) الى ( ٥ ٠%)  ▪︎ - قطر : بعد آخر زيادة على سعر الفائده بمقدار ( نصف نقطه اي ٠.٠٥) ليصل سعر الفائده الحالي على عمليات الإقراض الى ( ٠٥% )  !! ▪︎ - الامارات :- واصلت اسعار الفائدة فيها بالزيادة لتصل لغاية الآن الى ( ٤.٤ ٠% ) ▪︎ - سلطنة عمان :- والبحرين :-  واصلت برفع اسعار الفائده تماشياً مع تغيرات الواقع لتصل الى ( ٠٥% )  ▪︎ - الكويت :- مع إنها ترتبط بكون عملتها ( الدينار) مرتبطة بسلة العملات إضطرت هي الأخرى الى رفع سعر الفائده بمقدار ( نصف نقطه ) ليصل سعر الفائدة فيها الى ( ٣.٥ ٠% ) !! [[ ومن مجمل هذه التغيرات على مثل اقتصادات الدول اعلاه نصل الى الإجابة ( الغائبة ) عن أذهان شعوب الدول ذوات الامكانات المحدوده عما تعانيه اقتصاداتها غير المستقرة والمتخمة بالديون السابقه المترتب عليها سدادها في ظل هذه الاوضاع لنصل الى نتيجة حتميه تتمثل اولا بحالة ( شبه انهيار ) اسعار صرف عملاتها المحليه امام الدولار يقابلها استنفار كامل لتجاوز ( محنة عابره) يتم تجاوزها بسلسلة إجراءات داخليه صعبه ٠٠ وإلا يكون الإنهيار نتيجة لا مفر منها ٠٠يبلغ التأثير مداه اما بصورة غير مباشرة تبعاً لتلك التغيرات مثلما يحصل في ( الليره التركيه والجنيه المصري والدينار العراقي ) او يكون انهياراً تاماً بفعل مقصود مثلما حصل ( للتومان الايراني و الليره السوريه واللبنانيه والجنيه السوداني والدينار الليبي واليمني ) ٠٠٠   ( فهل يتفكرون ) !!  لذى إتجهت الدول الاقتصادية الكبرى في البحث عن طريقة للخلاص من الهيمنة ( الامريكيه – الغربيه ) وتمثل ذاك في الاتجاه الى تأسيس مجموعة ( بريكس – BRICS  ) في ٢٠٠٩ والمستوحى اسمها من الحرف الأول للدول الخمسة المؤسسة لها ( الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا ) والتي تسعى الى طرح عملتها الموحده تحت مسمى ( لم يتفق عليه حتى انعقاد مؤتمرها في اواخر اغسطس / آب ٢٠٢٣ ) والاسم المقترح لتلك العمله يترواح بين ( R5 ) او ( Briks 5 ) والمعادل لقيمة ( اليورو الاوربي الموحد وغطائه من الذهب ) ابتداءاً  وأهم ميزتها انها تمتلك ( ٣٢% ) من اقتصاد العالم وتعتبر من الاقتصادات الاسرع نمواً فعلى سبيل المثال ( الصين ) كان اقتصادها في ٢٠١٠ ( ٦ تريليون $ ) بينما اصبح في سنة ٢٠٢٢ ( ١٨ تريليون $) اولى خطوات هذه المجموعه هو تأسيس ما اطلق عليه ( بنك التنميه) برأس مال (اولي) وقدره (50 مليار $ ) الهدف منه منافسة وسحب البساط من تحت اقدام صنوق النقد الدولي ( صنيعة امريكا ) وإنهاء هيمنته بشروطه التعجيزيه و(المذلة) للمقترضين منه ٠

ومن أهم ميزاته :- ¤ - دعم الدول التي تمر بحالة تعسر لغرض النهوض بها وفق دراسات ورؤيا تنمويه بحته ويختلف عن صندوق النقد الدولي الذي تتحكم به ( دول  ال G7 وعلى راسها أمريكا) بقوة اقتصاديه عالميه يبلغ حجمها ( ٣٢% ) وتعداد سكاني يبلغ (٤٠ % ) من سكان العالم ٠ والتي تقابلها مجموعة (G7) المكونة من [[ امريكا و كندا وفرنسا وايطاليا والمانيا واليابان وبريطانيا]] والتي تشكل ما نسبته ( ٣٠ %) من مجمل اقتصاد العالم و مانسبته ( 10 % ) من سكان العالم وهي الداعمة والمتحكمه بساسات صندوق النقد الدولي ( بما يناسب مصالحها ) 

¤ - فكرة مجموعة بريكس الأساسيه هو التعامل التجاري بين دولها ودول العالم الاخرى ( بالعملة المحليه ) لكلا البلدين المتعاملين دون توسط الدولار في تسوياتها في خطوة اولى ( لإنهاء دَولَرَة ) التبادل التجاري وهنا يكمن جوهر رفع المعاناة في :- 

١ – التخلص من هيمنة وسطوة الدولار ٠

٢ – تقوية واستقرار وتنمية قيمة العملات المحليه ٠

٣ – سهولة التعامل والتبادل التجاري وفق رؤيا مشتركه للمتعاملين بعيدا عن ضغوطات وتدخل الدولار واهله ( الذي في حقيقته لا يساوي اكثر من احبار طباعته ولا يقابله اية تغطية معروفه ) ٠

¤ - طرح فكرة ومناقشة طلبات الدول الراغبة بالانضمام الى مجموعة بريكس والبالغ عدد ( ١٩ ) دوله على رأسها الجزائر السعوديه ومصر وإيران و باكستان ودول اخرى  وبهذا يمكنها ان تشكل ( ثلثي ) الاقتصاد العالمي مدعومة بأكثر من نصف سكان العالم بموارد بشريه متناميه يقابلها محدودية وانخفاض نسبة مواليد الطرف الآخر ٠٠  فكانت أول بوادر حصادها انخفاض حجم التبادل التجاري بالدولار من ( ٧٠ %) في سنة ٢٠١٠ الى ( ٥٨ %) في سنة ٢٠٢٢ !! ( وهي لم تبدأ بعد) الامر الذي أشعل ناقوس الخطر امام مستقبل الدولار 

¤ - فكرة طرح العملة الموحده لتجمع بريكس هي منع وعدم هيمنة اي من الدول المؤسسة وبالذات منها الصين على عكس الدولار وسياسة استخدامه ٠

¤ - العملة المقترح اعتمادها ومن ثم اصدارها تمثل ( غطاء من الذهب) يتم الاتفاق عليه مقابل كل وحدة نقديه ويمكن مبادلتها بالذهب لغرض الحصول عليها وتمثل قيمته المقابله في كل الاحوال ٠

لذا نجد ان كل الخطوات سابقة الذكر ماهي الا رد فعل (عملي – تأديبي ) على استخدام امريكا للدولار ( كسلاح حرب) متمثلة ( بالعقوبات الانفراديه ) ومصادرة ارصدة الدول التي تخالف سياساتها و ( املاءاتها ) الامر الذي افقد العالم ثقته بامريكا والدولار معا مما دفع بدول العالم ( المتمكنة ) من مواجهة غولها للبحث عن وسيلة اقتصادية فعاله تتمكن من خلالها ( تريح وتستريح ) من ذلك الذل والهوان ٠

الخلاصة من توقعات القادم :- يقال ان الاصعب من من الوصول الى القمة هو الحفاظ عليها ٠٠ وهو هذ ما يحصل فعلاً بين امريكا والغرب في مواجهة مارد الشرق القادم بقوة لتحطيم تلك الهيمنة والخلاص من شرانق ذلها ٠٠ أمريكا التي ( ملكت ) العالم و ( حكمته وتحكمت ) به منذ ١٩٤٤ وعلى مدى ثمانية عقود لا ولن تسمح أن تزول هيمنتها او أن تتخذ سبيل الصمت وهي التي ديدنها حروب الدولار وهيمنته بإعتبار اية خطوة للنيل منه هي ( عملية أمن قومي ) يمس بسيادتها ٠

لذا فهي و( من يتبعها ) على استعداد لحرق العالم على ان تنهزم او تتراجع هيمنتها وتكمن خطورة الوضع بل قد تبلغ ذروة خطورتها في الاشهر القليلة الباقيه لغاية    ( قبل) شهر اغسطس / آب ٢٠٢٣ ( كأجراء استباقي ) للبحث عن اشعال العالم بحروب مختلفه مصحوبة بإختلاق الازمات ( وإن تطلب الأمر اشعال حرب عالميه ) لتضييع الفرصة على انعقاد مؤتمر مجموعة بريكس القادم وبوادر كل ذلك الملموسة مثل :-

▪︎ - أحداث باكستان وأسقاط عمر خان لمجرد انه اتجه للانضمام الى مجموعة بيركس  ▪︎ - التصعيد الحالي في المنطقه بواسطة اسرائيل مرة تجاه ايران وتارة اخرى في الداخل الفلسطيني ٠

▪︎ - اشعال الداخل السوداني بحرب داخليه بين قطبي حكومتها بشكل مفاجيء للجميع

▪︎ - إمداد اوكرانيا بأسلحة متطوره خلافاً لتعهداتها السابقه بتزويدها بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات القتاليه لدفعها لضرب الداخل الروسي املاً في دفع روسيا الى استخدام سلاحها النووي رداً لكبريائها وعدم الرضوخ لمجرد فكرة ( الهزيمه) في حربها وبادرة هذه الخطوة هي قصف الكرملين ( عرين بوتين) بطائرة مسيره ٠

¤ - أمور واجبة الانتباه :- 

▪︎ - سعي الصين ( الخفي ) لقطع ذراع امريكا في المنطقه ( اسرائيل ) وان اقتضى الامر انهاء وجودها لما له من أهمية لديمومة مشروعها في (مشروع الحزام والطريق) ٠٠  ( حفاظاً على مصالحها [[ لا حباً في فلسطين او العرب العاجزين ]] من جهة ومن الجهة الأخرى ليكون رداً ( عملياً ) على الستخدام أمريكا ( لذريعة دعم تايوان ) ذات الحساسية العاليه لدى الصين ٠

▪︎ - سلاح امريكا ( المؤجل ) لدول الخليج و( من تراه ) والمتمثل ( بقانون جاستا ) المؤجل لمعاقبة دول بعينها ( السعوديه والامارات ) بحجة ( تعويضات احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ) متى ما شعرت ان تلك الدول تخطت ( خطوطها الحمراء) المرسومة لها بالاستيلاء ومصادرة كل اموالها ( مثلما فعلت مع روسيا ) 

▪︎ - تطويق وإحاطة مصر ( المكبلة بمخرجات كامب ديفيد ) بحدود ملتهبه من ليبيا الى اثيوبيا الى السودان مروراً بسيناء وصولا الى قطاع غزه ) لغرض ارباك داخلها واشغالها بالحفظ على امنها الداخلي والقومي ٠

▪︎ - الاتفاق ( السعودي – الايراني ) وتبديد كل مخاوف ازمات المنطقه والانفتاح المفاجيء يشكل ( ضربة قاضيه) واسقاطاً لشماعة كانت تمثل اداة ابتزاز ( لتمرير مخططاتها ) في الخليج العربي وانتهاء ( خراعة البعبع الايراني) وهذه تحسب للنظرة البعيده لأصحاب القرار في المنطقه وركيزة لسلام دائم مستقبلي ٠

▪︎ - عدم الانصياع ( القديم ) لأوامر امريكا في اسواق الطاقه من تحكم بسياسات اغراق الاسواق العالميه والتحكم غير المباشر بأسعار النفط العالميه بمفاجئة ظهور حالة التحدي واللا مبالاة لطلبات أمريكا وبالذات منها الموقف السعودي وسياسات منظمتي ( اوبك و اوابك ) القويه يشكل مصدر قلق يضجع احلام الغرب وامريكا تحت وطئة معاناتها الحاليه وهي لم تزل على بداية الأزمه الآتية ٠٠٠ لا محال !!

ختاما :- نتمنى في ختام جهدنا البسيط هذا من تغطية كل الجوانب ظاهرها والمخفي منها والنتائج المتوقعة منها ٠٠

سائلين العلي القدير التوفيق ٠٠  

                       مع بالغ الاحترام والتقدير 

                              علي محمد العباس الغنيماوي   

                مديرأقدم في مصرف الرافدين وباحث اقتصادي 

                          واسط / العراق في ٢٢ / ٥ / ٢٠٢٣