أحدث الأخبار

ممثل منتج ومخرج أيضا.. هذه هي مفردات شخصية الفنان الراحل نور الشريف الذيلم يكن مجرد وجه سينمائي فقط لكنه

المؤشر

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

«N.P» للإنتاج.. كيف كان نور الشريف «مدير أعمال» ناجح لموهبته؟

الفنان نور الشريف  المؤشر
الفنان نور الشريف

ممثل، منتج، ومخرج أيضًا.. هذه هي مفردات شخصية الفنان الراحل نور الشريف، الذي لم يكن مجرد وجه سينمائي فقط، لكنه كان صانع فن من طراز نادر.

75 سنة مرت على يوم ميلاد نور الشريف في 28 أبريل عام 1946، وما زالت سيرته ممتدة في أعماله ومجهوداته الضخمة لصالح الصناعة إلى الآن، ما بين مكتبة من الأعمال، وأسماء ساعدها على الظهور في التمثيل والإخراج.

في السطور التالية، نرصد كيف كان نور الشريف صانع سينما شبه متكامل، أو "مدير أعمال ناجح" لموهبته، اعتمادًا على ما ذكره في لقاء تلفزيوني مطول حاوره فيه زميله وصديقه صلاح السعدني لصالح تلفزيون الإمارات في بداية التسعينيات.

النقلة من الأدوار المعقدة إلى الأكشن

قبل عام 1976، كانت أغلبية أدوار نور الشريف محصورة في الشخصيات ذات التركيبة النفسية المعقدة، والتي تكشف عن المعدن الحقيقي للممثل، لكنها قد لا تضعه في مكانة جماهيرية متميزة.

نجح “نور” في هذه الأدوار، ومنها “الإخوة الأعداء”، “الكرنك”، “الأنثى والذئاب”، “الحفيد”، “لا وقت للدموع”، وأغلبها كانت تظهره بوجه طفولي برئ يحمل عبئًا نفسيا ثقيلا.

بحس الممثل الذكي، أدرك نور الشريف أن هذه الأدوار ستصبح مقتله، فقرر أن يفك هذا الأسر عن موهبته، من واقع قراءاته في السينما العالمية وصناعتها، فققر الدخول في عالم الإنتاج.

اقرأ أيضًا: القائمة الكاملة الفائزة بجوائز أوسكار 2021

أسس نور الشريف وزوجته الفنانة بوسي شركة إنتاج سينمائي باسم “N.p” وهما اختصار للحرف الأول من اسميهما، وكانت فيلم "دائرة الانتقام” باكورة أعمال الشركة، ثم أفلام أخرى بارزة مثل “ضربة شمس، حبيبي دائما، ناجي العلي”.

 

يحكي: “اكتنشفت إن جميع ممثلي أمريكا الكبار لازم يعملوا فيلم كاوبوي، يتوجه به لأكبر قاعدة عظيمة من جمهور السينما، فقلت لنفسي إنت مشهور عنك الأدوار المعقدة، اعمل فيلم أكشن”.

من هنا وُلدت تجربة فيلم “دائرة الانتقام”، وهو واحد من أفلامه الجماهيرية، لتغيير الصفة التي حصره فيها المخرجون والمنتجون.

قصة الفيلم تلعب على تيمة الانتقام في أبسط أشكالها، 4 لصوص شركاء في عمليات السرقة، لكن ثلاثة منهم يغدرون بالرابع، وهو البطل "جابر" الذي يدخل السجن، وعندما يخرج يجد رفاقه القدامى في حالة ثراء وأخته تعمل في "بيت دعارة" فيرفع شعار الانتقام.

 

اقتصاديات السينما.. بطارية واحدة لا تكفي!

من واقع خبرته في التمثيل، لاحظ نور الشريف أثناء التصوير الخارجي في الشوارع، وخصوصا باستخدام الكاميرا المركبة على السيارات، أن العمل يتوقف بسبب "نفاد شحن بطارية الكاميرا".

هذا الأمر يهدر بالطبع كثيرًا من الوقت والجهد ويربك "أوردات التصوير" إلى أن تتوفر كاميرا جديدة "مشحونة" لإكمال المشاهد، وهو ما تفاداه نور الشريف تمامًا بعقلية اقتصادية بسيطة.

يقول عن استعداده للعمل منتجًا: "بالنسبة لإدارة الإنتاج كانت نتيجة دراسة حقيقية لاقتصاديات السينما وطريقة إدارة العمل. أحضرت كتبا في الإنتاج وقرأتها وتعلمت منها، ومع كل تجربة كنت أستفيد أكثر".

 

عندما بدأ مشواره مع الإنتاج السينمائي نفذ نور الشريف الحل السهل لمشكلة "شحن البطارية". يحكي: "في إنتاجي مستحيل مشكلة زي دي تحصل.. لأني بأصر أجيب بطارية احتياطي، يقولوا لي دي إيجارها هيكلفك 15 جنيه أقول معلهش، لأني عارف إنك البطارية الأولى هتخلص".

هكذا تفادى مشكلة بسيطة بعقلية المنتج اعتمادًا على خبرته من العمل ممثلا.

اقرأ أيضًا: رامز جلال..10  سنوات من مقالب «أكتر شراني في مصر»

لماذا ساعد المخرجين الجدد؟

لنور الشريف أيادٍ بيضاء على صناعة السينما، إذ قدم لها مجموعة من أبرز مخرجيها الكبار، في مغامرة فنية قلّما يُقدم عليها فنان غيره.

محمد خان، سمير سيف، داوود عبد السيد، عاطف الطيب.. هؤلاء أبرز من قدمهم نور الشريف، ممثلا ومنتجًا في تجاربهم الأول، والأول تحديدا كان مخرج تجربته الإنتاجية الأولى "دائرة الانتقام".

هكذا أيضا، أنتج وقام ببطولة فيلم "ضربة شمس” عام 1980، والذي قدم فيه المخرج محمد خان لأول مرة، ولعب بطولة الفيلمين الأولين لعاطف الطيب “الغيرة القاتلة” و”سواق الأتوبيس” 1982، ونفس الأمر لداوود عبد السيد في “الصعاليك” 1985 و”البحث عن سيد مرزوق” 1991.

 
 

لنور الشريف منطق في هذه المغامرة. يقول: "جيلي من الممثلين والمخرجين، نشأ على القطاع العام، لكن الجيل الجديد الموهوب من المخرجين هيشتغل فين؟".

يرى نور الشريف أن تقديم وجه جديد من المثملين أمر سهل، مثلما لكن تقديم مخرج فهذه "مجازفة" لكنها أصبحت ضرورة بعد حل القطاع العام، كما يؤكد مضيفا: "حسيت إني واجب عليا إن أطلع مخرجين جدد، ده دورنا".