أحدث الأخبار

بينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يتجول في قاعة العرض المركزي بمتحف الحضارة اليوم أشار الدكتور خالد العناني

السيسي,المؤشر,العناني,النسيج,موكب المومياوات,متحف الحضارة,صناعة النسيج عند الفراعنة,الكتان,ملابس الكتان

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

ما صنعته أيادي الجدات.. كيف ازدهرت صناعة النسيج عند المصريين القدماء؟

صناعة النسيج في مصر القديمة  المؤشر
صناعة النسيج في مصر القديمة

بينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يتجول في قاعة العرض المركزي بمتحف الحضارة، اليوم، أشار الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، إلى معرضات على اليسار تمثل ورش النسيج عند المصريين القدماء، لافتًا إلى أن كل عمال هذه الورش كانوا من السيدات.

 

 

تمثل الصناعة جانبا من الحياة الاقتصادية الحضارة الفرعونية، لا سيما الحرف اليدوية التي أبدع فيها المصريون القدماء، فيما كانت المرأة في القلب تماما من مثل هذه الأنشطة، التي بقيت في المخزون الإبداعي للمصريين إلى اليوم.

بحسب الآثار الموروثة والمراجع التاريخية، فإن صناعة الأقمشة ازدهرت في مصر القديمة، إذ تركزت هذه صناعة النسيج على الكتان، واستخدم القدماء صبغات نباتية في تلوين الملابس، أما "الشبّه" فكانت وسيلتهم لتثبيت هذه الألوان.

كانت الملابس في البداية عادية تماما باللون الطبيعي للكتان، قبل أن تبتكر العاملات حرفة التلوين والصبغ، من خلال استخدام الطين في الصبغ، ثم الاعتماد على مادة معينة من شجر السنط مع مزجها بطريقة عرفوها، للحصول على الألوان المختلفة.

 

تداخلت صناعة النسيج بكثافة في الحياة اليومية للمصريين القدماء، واستخدموا الألياف الخشنة من نباتات الكتان والنخيل والحلفاء في صناعة الحياة، فيما لم يعتمدوا على صوف الحيوانات لاعتقادهم أنها غير صالحة لـ"عدم طهارتها".

وفي مقبرة "مكت- رع، الذين عمل مستشارًا وأمين خزانة ومسئول رفيع المستوى في عهد منتوحتب الثاني، ظهر مشغل نسيج تعمل فيه السيدات اللواتي يجهزن المغازل لبدء النسج على النول.

كان مشهدا مثيرا أن نشاهد على النقوش النساء وهن جالسات في مجموعات ينسجن الكتان، فيما تعمل أخريات في الغزل وهن واقفات.

 

ومن فرط براعة المصريين القدماء في هذه الصناعة، وصلت إلينا قطع من المنسوجات بحالة جيدة للغاية اليوم، بعد آلاف السنوات من أن حاكتها أيادي السيدات العاملات في الورش، ويظهر ذلك بوضوح في الكتان الذي كانوا يلفون به مومياء الجسد المنتقل إلى العالم الآخر، بالإضافة إلى قطع أخرى كانت محفوظة في مقبرة تحتمس الثالث.

ملابس للجميع.. هكذا كانت فلسفة هذه الصنعة، إذ لم تنتج الورش الملابس الزاهية للملوك والملكات فقط، بل إننا نعرف من الآثار والنقوش أنهم صنعوا ملابس صغيرة للصبية والمراهقين، إلى جانب “حفاضات” للأطفال.

 

وبحسب موسوعة "صناعة النسيج فى مصر عبر العصور منذ بداية العصور التاريخية وحتى العصر  الحديث"، للدكتور عبد الحليم نور الدين، فإن ورش النسيج الفرعونية هي نواة صناعة النسيج الحديثة الآن، مشيرة إلى أنهم صنعوا لفائف المومياوات والأغطية، ثم برعوا في صناعة ملابس الحرير التي عرفوها في وقت متأخر.

القدماء كانوا يزرعون الكتاب ثم يقومون بعملية "تعطينه" ثم "تمشيطه" لاستخدامه في الصناعة، ثم يسجل أسماء الجدات الذين برعوا في هذه الصناعة بأيديهن، كربات النسيج في مصر القديمة، ومنهن: إيزيس، سخمت، حج حتب، وتاييت"، ووصلت درجة تقديس المصريين لهذه الصناعة لدرجة أن كان لهم معبودات النسيج.