أحدث الأخبار

المؤشر,الكهرباء,الطاقة الشمسية,الوقود,المحطات

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

الطاقة الشمسية.. حلم المصريين للهروب من جحيم «الفاتورة»

المؤشر

رغم إمتلاك مصر بدائل كثيرة لإنتاج التيار الكهربي غير الوقود، يأتي على رأسها الطاقة الشمسية والتى تعتبر مصدر إنتاج الكهرباء في معظم الدول الأوربية، إلا أن تشدد الدولة في المفاوضات مع المستثمرين في مجال الطاقة تحول دون زيادة الإستثمارات في الطاقة الشمسية والتوسع في إستخدامها سواء المحطات الكبيرة منها أو الصغيرة، لذا ليس غريبًا أن نكون في الربع الأول من القرن 21 ولا يزال الوقود يمثل 80% من إنتاج الكهرباء في مصر.

وعلى الرغم من الزيادة المستمرة في أسعار الوقود عالميًا ومحليًا، إلا أن مصر لم تسير بشكلًأ حاسم في الإستعانة ببدائل طاقة غير الوقود رغم التصريحات المتكررة باستخدام الطاقة الشمسية.

وبات المواطن المصري يشكو دائماً من ارتفاع شريحة الكهرباء فى ظل ارتفاع أسعار الوقود والحلم ما زال يراود الشعب المصري فى استخدام مصادر طاقة نظيفة بأسعار زهيدة.

 

ويعد مشروع نظم الخلایا الشمسیة المتصلة بالشبكة الذى ينفذه مركز تحديث الصناعة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بتمويل من مرفق البيئة العالمى، أحد أهم المشروعات المنفذة فى مصر لتوليد الطاقة الشمسية فى إطار دعم انتشار استخدام الخلایا الشمسیة الصغیرة التى یتم تركیبھا بالمبانى السكنیة والتجاریة والمبانى العامة والفنادق والمنشآت الصناعیة.

 

وفي هذا الصدد بقول المهندس وائل النشار خبير الطاقة الشمسية، ورئيس مجلس إدارة شركة "أونيرا سيستمز" ورائد إدخال الطاقة الشمسية فى مصر والعديد من دول الشرق الأوسط، إن الطاقة الشمسية هي أفضل بديل للوقود الأحفوري (البترول زيت وغاز) في إنتاج التيار الكهربي، مشيرًا إلى الاستخدام الأساسي للطاقة الشمسية هو لتوفير الإستهلاك.

وأوضح النشار في تصريحات خاصة لـ "المؤشر"، أن هناك تعريفة خاصة "التغذية" للطاقة الشمسية وضعت منذ أكتوبر لعام 2014 وكانت عبارة عن 5 شرائح كمرحلة أولى، ثم تم تعديلها في أكتوبر2016 للمرحلة الثانية لتكون 4 شرائح، منقسمة إلى شريحتين"منزلي وتجاري" وهما أقل من 500 كيلو وات، ويتم استخدامها عندما تريد إنشاء محطات أقصى قدرة لها 500 كيلو، فضلًا عن شريحتين يكونو أكثرمن 500 كيلو وات واستخدامهم يكون في المحطات الكبيرة التى تنشأ في أسوان وغيرها من المدن الكبيرة.

وتابع خبير الطاقة الشمسية قائلًا: "إذا تحدثنا عن الشرائح الصغيرة والتى تضع فوق أسطح المنازل والعمارات، فهي عبارة عن شريحة للمنزلي مقابل "102" قرش لكل كيلو وات/ساعة وهذا يعني أنه عندما يتم تركيب محطة طاقة شمسية بجانب عداد منزلي فإن هذه المحطة تضخ على الشبكة الحكومية للكهرباء 102 قرش لكل كيلو وات/ساعة وبذلك تقلل من قراءة الإستهلاك على عداد الكهرباء .

أما إذا كانت شريحة تجارية فسوف تكون بـ "108" قرش لكل كيلو وات/ساعة، وهذا النظام يتم العمل به منذ اكتوبر 2014، إلا أن أضيف على هذا النظام إجراء أخر منذ 3 شهور تقريبًا وهو ما يسمى "تبادل الطاقة" وهو أن الشخص يقوم بضخ الطاقة المنتجة على شبكة الدولة مقابل الكهرباء، بحيث يسمح لمستخدمي محطات الطاقة الشمسية من خصم الطاقة المنتجة من الطاقة المستهلكة، كمثال " الشخص المستخدم للطاقة الشمسية يكون لديه عداد الاستهلاك الخاص به واذا افترضنا أنه استهلك خلال هذا الشهر 2000 كيلو وات، ومحطة الطاقة الشمسية قامت بضخ 1500 كيلو فيتم خصم هذا من ذاك وبالتالي يكون عدد الكيلوات المستحق سدادها لشركة الكهرباء هي 500 كيلو وات فقط.

وأضاف أن نظام تبادل الطاقة هو افضل نظام للشرائح العليا "السادسة والسابعة للمنزلي، والرابعة والخامسة للتجاري"، لافتًا أن ذلك يعتبر الإستخدام الأمثل للطاقة الشمسية في الوقت الحالي لمصر.

 

وأكد رئيس شركة أونو، أن التعريفة الاولى في عام 2016 كانت ضعيفة ولا تشجع المواطنين على تركيب محطات الطاقة الشمسية لكون العائد منها يكون بعد 10 سنوات، بينما في حالة استخدام نظام تبادل الطاقة فالعائد منها يكون للمستثمر بعد 5 أو 6 سنوات كحد اقصى، وبالتالي تكون الكهرباء التى سوف تستخدمها بعد هذه السنوات بدون مقابل تمامًا، مضيفًا أن النظام لم يكن موجود إلا خلال الشهرين الماضيين.

وعن التوسع في إستخدام الطاقة الشمسية في انتاج الكهرباء، قال إنه يجب على وزارة الكهرباء تغيير الهدف التى وضعته وهو إنتاج 2300 ميجا في خلال عامين، منقسمين إلى 2000 ميجا من المحطات الكبيرة فوق ال 500 كيلو، و300 ميجا للمحطات الصغيرة، مشيرًا إلى أن ال 300 ميجا أصبحت قليلة في الوقت الحالي، لأنه بإفتراض أن كل مواطن سيضع 10 أو 20 كيلو وات على سطح منزله على سبيل المثال وليكن هناك 100 ألف سطح في مصر كلها فبذلك نريد اكثرمن 5000 ميجا وليس 300 فقط.

وأثنى النشار على الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، كونه له العديد من الفوائد حيث أن المواطن سيؤمن حاجته من الطاقة لإنارة منزله، كما أنه سيستفيد من عائد مادي يصل إلى 20: 22%، والدولة تشجع المواطنين لاتخاذ خطوات إقامة هذه المشاريع الصغيرة عن طريق طرق التعامل، فهناك طريقة تعريفة التغذية القائمة على ضخ الكهرباء المنتجة على شبكة الدولة نظير مقابل مادي، وأيضا نظام تبادل الطاقة، فضلًا عن أن محطات الطاقة الشمسية أقل سعرًا بكثير من استخدام الوقود الأحفوري بالاضافة أنها صديقة للبيئة ولا تحتاج إلى صيانة لكونها لا تحتوي على اجزاء ميكانيكية متحركة.

 

وأشار المهندس وائل النشار، إلى أنه لتحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية، يجب إعادة النظر في خليط الكهرباء في مصر حيث أن 80% من إنتاج الكهرباء قائم على الغاز طبيعي و8% من السد العالي و 11% سولار ومازوت ومواد بترولية و1% فقط طاقة شمسية ورياح، مؤكدًا أن هذه النسبة الضئيلة من إنتاج الطاقة الشمسية للكهرباء يجب أن تصل إلى 50% من الإنتاج الكلي للتيار الكهربي.