أحدث الأخبار

يعد الشيخ محمود خليل الحصري علامة فارقة في التاريخ المعاصر لتلاوة القرآن الكريم فهو القارئ الذي استطاع أن يجمع

المؤشر,الحصري,القرأن الكريم,الشيخ محمود خليل الحصري,الشيخ الحصري

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

في ذكرى رحيله.. الشيخ الحصري صوت خالد في عالم التلاوة

الشيخ الحصري  المؤشر
الشيخ الحصري

يُعد الشيخ محمود خليل الحصري علامة فارقة في التاريخ المعاصر لتلاوة القرآن الكريم؛ فهو القارئ الذي استطاع أن يجمع بين العلم والمنهج والصوت الرفيع، ليؤسس مدرسة متفردة باتت مرجعًا لكل من يسعى إلى فهم التلاوة بوصفها فنًا ورسالة وانضباطًا.

النشأة والبدايات الأولى

وُلد الشيخ الحصري عام 1917م (1335هـ) في إحدى قرى مدينة طنطا، ونشأ في بيئة ريفية بسيطة يغلُب عليها الاهتمام بتحفيظ القرآن. حفظ كتاب الله في سن مبكرة، ثم واصل رحلته العلمية في الأزهر الشريف، حيث نال أعلى شهادات القراءات عام 1958م.

وكان اختباره في الإذاعة عام 1944م نقطة تحوّل في مسيرته؛ إذ احتل المركز الأول بفضل حضوره الصوتي المميز، لتبدأ بعدها مسيرته الرسمية متنقلًا بين أبرز منابر التلاوة، ومنها المسجد الأحمدي بطنطا ومسجد الإمام الحسين بالقاهرة.

محطات بارزة في مسيرته العلمية والدعوية

لم يقتصر أثر الشيخ الحصري على جمال التلاوة، بل امتد إلى بناء مشروع متكامل لخدمة القرآن. فقد كان من الداعين إلى إنشاء نقابة للقراء، وساهم في تنظيم دور التحفيظ على مستوى الجمهورية. كما شغل مناصب مؤثرة بينها شيخوخة المقارئ المصرية، ورئاسة اتحاد القراء عام 1967م، بالإضافة لعمله خبيرًا في مجمع البحوث الإسلامية.

أما إرثه الصوتي، فكان نقلة نوعية في تاريخ تسجيل المصحف؛ إذ سجّل القرآن مرتلًا بعدة روايات، وقدم “المصحف المعلّم” و“المصحف المفسّر” لأول مرة، إلى جانب تأليف كتب أصبحت مراجع معتمدة في التجويد والقراءات.

ومن أبرز مواقفه النبيلة رفضه تقاضي أي أجر على تسجيل المصحف، وقد وثّق ذلك بخط يده في سجلات الإذاعة.

عطاء ممتد ووقفٌ لخدمة القرآن

حصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967م، ووقف جزءًا كبيرًا من ماله لخدمة القرآن الكريم. كما شيّد مسجدًا ومعهدًا ومدرسة لتحفيظ القرآن في بلدته، ليظل أثره حاضرًا في كل مجال يرتبط بالقرآن وتعليمه.

رحيل وبقاء

توفي الشيخ محمود خليل الحصري في 24 نوفمبر 1980م (16 محرم 1401هـ)، إلا أن المدرسة التي أسسها بصوته وأدائه ومنهجه ما تزال ممتدة حتى اليوم؛ فكل قارئ يسعى إلى الإتقان يجد في الحصري قدوة ومرجعًا لا يمكن تجاوز تأثيره في عالم التلاوة.