أحدث الأخبار

في إنجاز فني غير مسبوق كشف الفنان التشكيلي والخطاط إبراهيم المحارب عن عمله الاستثنائي جدارية الدرعية تحفة فنية

المؤشر,موقع المؤشر,إبراهيم المحارب,الخطاط إبراهيم المحارب,الفن التشكيلي

calendar الأربعاء 5 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

"جدارية الدرعية": إبراهيم المحارب يُحفر اسمه في سجل الإبداع بأضخم منحوتة حجرية يدوية في الجزيرة العربية

إبراهيم المحارب  المؤشر
إبراهيم المحارب

في إنجاز فني غير مسبوق، كشف الفنان التشكيلي والخطاط إبراهيم المحارب عن عمله الاستثنائي "جدارية الدرعية"؛ تحفة فنية منحوتة بالكامل من الحجر الطبيعي، تُجسّد ارتباط الفن بالهوية الوطنية وتُعيد إحياء ذاكرة المكان بلغة إبداعية خالدة.

20 مترًا من الحضور الفني والعمق التاريخي

تقف الجدارية كأكبر عمل نحتي يدوي في شبه الجزيرة العربية، بأبعاد مهيبة تبلغ 20 مترًا عرضًا، و6 أمتار ارتفاعًا، وبسماكة 20 سم. ورغم ضخامة الأرقام، فإن القيمة الحقيقية للعمل تكمن في قرار الفنان تنفيذ النحت بشكل يدوي 100% دون أي قوالب أو تقنيات صناعية، مُصرًا على الحفاظ على أصالة الحجر وقيمته، ليُحول الجدارية إلى معلم قادر على مواجهة الزمن.

نحت يدوي خالص: معركة بين الصبر والصخر

إن تشكيل قطعة حجرية بهذا الحجم وبذلك المستوى من التفاصيل لم يكن مهمة عادية، بل ملحمة فنية تطلبت جهدًا مضنيًا وأعوامًا من الصبر والدقة. اختار المحارب الاعتماد على أدوات النحت التقليدية فقط، ليترك بصمته الحِرَفية على كل سنتيمتر من الجدارية، في تجربة تشبه "نحت التاريخ من قلب الصخور".

تقنية فنية معقدة بعمق 13 طبقة

لم يكتفِ المحارب بالنحت السطحي، بل استخدم تقنية دقيقة قائمة على 13 مستوى متدرج من العمق والبروز، ما يمنح الجدارية بعدًا بصريًا متحركًا يُحاكي الأعمال ثلاثية الأبعاد. هذا الأسلوب جعل المشاهد يشعر وكأنه ينتقل بصريًا من واجهة الجدار إلى عمق التاريخ نفسه.

معمار نجد ينبض من الحجر

تحوِّل الجدارية الحجر الجامد إلى مدينة حيّة تستفيق أمام الناظر. حيث تتجلى معالم الدرعية التاريخية بتفاصيلها الدقيقة:

  • أبراج ومداخل الطراز النجدي القديم
  • مآذن بقممها المشطوفة
  • نوافذ طينية تقليدية
  • زخارف هندسية ونجود نجدية أصيلة تحيط بالمشهد
  • وتكمل الحروف العربية اللوحة لتؤكد دور اللغة في حفظ الإرث والهوية.

أكثر من عمل فني… إنها ذاكرة وطن منقوشة في الصخر

"جدارية الدرعية" ليست مجرد موقع جذب للتصوير أو عمل نحتي مبهر، بل تُعد وثيقة فنية ووطنية للأجيال. فقد استطاع إبراهيم المحارب أن يحفر ذاكرة مكان وتاريخ شعب في قطعة حجر، ليقدم للعالم رسالة تقول إن الفن ليس ترفًا، بل وسيلة لصون الهوية وتجسيدها للأبد.