سكان حي البوليفارد بأكتوبر: جهاز المدينة غير فعال في الاستجابة لشكاوينا.. والحي يفتقر لخدمات البنية التحتية
منى أحمد

"حتى أطيب الثمار تفسد إن تُركت دون رعاية”، هذا ما يمكن أن نصف به الوضع الحالي لحي البوليفارد بمنطقة التوسعات الشمالية، أحد أحياء مدينة 6 أكتوبر، الذي طرحته هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة ضمن محور أراضي الإسكان المتميز في عام 2007، والذي يقع أمام مجموعة من أرقى الكمبوندات السكنية مثل "ماونتن فيو شل أوت”، "نيوم أكتوبر”، "جراند هايتس”، "سوديك” وغيرها.
رغم التخطيط المبدئي ليكون الحي نموذجًا للسكن الراقي والمتميز، إلا أن الإهمال الذي يشهده من جهاز المدينة يحول دون تحقيق تلك الرؤية، حيث يرى السكان أن استجابة الجهاز لشكاواهم المتكررة لم تكن على قدر التوقعات، ما أدى إلى تفاقم العديد من المشكلات التي باتت تؤثر سلبًا على جودة الحياة.
حالة من الاستياء الشديد تنتاب سكان حي البوليفارد بسبب ما وصفوه بـ"الإهمال المتعمد من قِبَل جهاز مدينة ٦ أكتوبر"، سواء من خلال التأخر في تنفيذ الوعود أو عدم استكمال مرافق البنية التحتية وأعمال الصيانة للطرق والشوارع التي تفتقر لمعايير السلامة.
فالمار بالحي يلاحظ انتشار التشققات والحفر والنتوءات التي تعرقل حركة السير وتعرض المركبات للتلف.
وزاد من معاناة الأهالي الانقطاعات المتكررة للمياه والكهرباء، والتي تحدث بشكل شبه يومي ولساعات طويلة، الأمر الذي جعلهم غير قادرين على ممارسة حياتهم بصورة طبيعية، وأصبح الحصول على أبسط الخدمات الأساسية يمثل تحديًا يوميًا.
هذا بالإضافة إلى تراكم الردش والقمامة في الطرقات، حتى باتت تلك الظاهرة جزءًا من المشهد اليومي للسكان في ظل غياب واضح للاستجابة السريعة والفعالة من قبل الجهاز، ما ضاعف من شعورهم بالإهمال والتجاهل.
مطالب سكان حي البوليفارد
أجمع سكان الحي على مجموعة من المطالب الأساسية، أبرزها:
- سرعة إدخال الغاز الطبيعي وخطوط التليفونات الأرضية.
- الاهتمام بنظافة الشوارع وزيادة عدد صناديق القمامة، مع وقف ظاهرة نبش “الفريزة” التي تنشر القمامة على الأرصفة وتشوه المظهر الحضاري.
- إصلاح أعمدة الإنارة التي تظل مطفأة ليلاً، ما يثير شعورًا بعدم الأمان، خاصة مع ضعف التواجد الأمني.
- إنشاء سور شجري حول الحي وتركيب بوابات أمنية على المداخل، بجانب تنفيذ لافتات إرشادية للشوارع واستكمال أعمال الرصف.
- رفع الإشغالات التي بدأت تنتشر عند مداخل الحي من أكشاك سجائر وعربات قهوة وفول، والتي تسيء للشكل العام.
- توفير وسائل مواصلات تربط الحي بالمناطق الحيوية مثل الحصري، الموقف الجديد، التوحيد والنور.
صرخة استغاثة
أكد السكان أن مطالبهم لا تتعدى الاستجابة السريعة لشكاواهم وتخصيص الموارد اللازمة لإصلاح البنية التحتية والارتقاء بالخدمات العامة داخل الحي. فقبل أن تفسد الثمرة تمامًا، لا بد من إنقاذها من الإهمال والتراخي.
وبينما يتحدث المسؤولون عن خطط تطوير مستقبلية، يبقى سكان حي البوليفارد، الذين انتقلوا إليه بحثًا عن بيئة سكنية راقية، في انتظار تنفيذ وعود طال انتظارها. ويبقى السؤال: هل ستتحقق تلك الوعود قريبًا، أم أن الحي النموذجي سينحدر إلى بؤرة إهمال تهدد صورة مدينة 6 أكتوبر بأكملها؟