أحدث الأخبار

عاصفة كروية اقتصادية كبرى هبت في أوروبا منذ الإعلان عن تنظيم بطولة دوري السوبر الأوروبي الجديدة الأحد الماضي

المؤشر,ريال مدريد,دوري السوبر الأوروبي,بيريز,بطولة السوبر الاوربي,فلورنتينو بيريز

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

دوري السوبر الأوروبي.. هل يحاول أثرياء كرة القدم النجاة على حساب فقراء اللعبة؟

كرة القدم وقوة رأس المال  المؤشر
كرة القدم وقوة رأس المال

عاصفة كروية اقتصادية كبرى هبّت في أوروبا منذ الإعلان عن تنظيم بطولة دوري السوبر الأوروبي الجديدة، الأحد الماضي، أعادت إلى الواجهة عبارات من قبيل "سيطرة رأس المال على الكرة" و"أنانية الطبقة العليا للساحرة المستديرة".

ماذا يحدث في القارة العجوز التي تملك البطولة صاحبة المشاهدة الأعلى على مستوى العالم، وهي دوري أبطال أوروبا؟

الأمر ببساطة يبدو شبيهًا بما يحدث في مجالات أخرى: وهو تحالف عدة كيانات ثرية كبرى لإنقاذ نفسها من الخسائر بشكل مستقل دون الالتفات إلى الآخرين.

اقرأ أيضًا: ما علاقته بصناعة السيارات؟.. 8 معلومات لا تعرفها عن ستاد القاهرة

وعلى غرار ما يحدث في الجدالات الاقتصادية الكبرى، من أن الأثرياء لا يفكرون إلا في الربح على حساب الفقراء، أصبحت البطولة الجديدة في مرمى الهجوم من حكومات وجماهير ومسابقات كثيرة.

نظام البطولة الجديدة

يوم الأحد الماضي، أعلن فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، عن بطولة أوروبية جديدة اسمها دوري السوبر الأوروبي، بتأسيس من 12 ناديا كبيرًا في القارة العجوز.

الأندية الكبرى هي: ريال مدريد، إي سي ميلان، أرسنال، أتليتكو مدريد، تشيلسي، برشلونة، إنتر ميلان، يوفنتوس، ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، وتوتنام هوتسبير.

 

ووفق النظام المعلن للبطولة، فإنها ستضم 20 فريقًا، ينقسمون إلى مجموعتين، كل منها 10 فرق تتواجه ذهابًا وإيابًا، للصعود إلى دور الثمانية الذي سيكون بنظام خروج المغلوب مباشرة حتى نهاية المسابقة.

لكن المسابقة الوليدة يبدو أنه مهددة من البداية، فخلال ساعات سارعت عدة أندية بإعلان الانسحاب بعد عاصفة الهجوم الرسمية والجماهيرية على البطولة.

المشاركة لـ«الأغنى»

بحسب بيان إعلان البطولة، قالت الأندية المؤسسة إن الفكرة أصبحت ملحة بعد أن "تسبب الوباء العالمي (كورونا) في الإخلال بالوضع الاقتصادي لكرة القدم الأوروبي".

ويرى كبار أوروبا أن "الوباء نبّهنا إلى الحاجة إلى رؤية استراتيجية وتركيز اقتصادي لزيادة الدخل ومساعدة هرم كرة القدم ككل".

فكرة البطولة مبنية على تنافس الفرق الكبرى في القارة بشكل دوري سنويًا، لضمان وجود عوائد مالية أكبر للبطولة. "الأفضل" هم من سيشتركون إذن بحسب البيان، سواء من الفرق أو اللاعبين، في توجه يرى كثيرون أنه منافٍ لفكرة التنافسية وتساوي الفرص.

ما حدث كشف عما يمكن أن نسميه "صراع كيانات" في أوروبا، بين عمالقة اللعبة وبين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي، إذ تلقي الأندية الغنية باللوم على المنظمين الرسميين في عدم حل مشكلة تراجع العوائد بسبب جائجة كورونا.

اقرأ أيضًا: «محاسبة وإدارة وحاسب آلي».. ماذا يدرس محمد صلاح في معهد الهرم؟

العوائد المتوقعة.. 4 أضعاف

10 مليارات يورو هي العوائد المالية المتوقعة للبطولة الجديدة، بحسب رئيس الدوري فلورنتينو بيريز، شريطة التزام الأندية الكبرى بالمشاركة.

وبشكل جماعي، ستحصل الأندية المشاركة على 3 مليون و500 ألف يورو، فيما يشبه المنحة لتوجيهها في تطوير البنى التحتية لديها والتعافي من الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا.

في المقابل، تبدو هذه الأرقام ضخمة بالمقارنة بعوائد البطولة الرسمية "دوري أبطال أوروبا" التي يحصل بطلها في نهاية المسابقة على 60 مليون يورو، في حين سيضمن أضعاف هذا الرقم إذا فاز بالدوري الجديد.

ليس هذا فقط هو ما يزعج أصحاب البطولة الجديدة، لكن فكرة حصول الاتحاد الأوروبي على 70 % من عوائد مسابقته الرسمية و30 % للأندية ليست مقبولة بالنسبة لأثرياء اللعبة، الذين يرون أنهم "الفرخة التي تبيض ذهبًا" لـ"اليويفا"