أحدث الأخبار

ألو.. حضرتك رئيس جهاز مدينة كذا.. أيوه يا فندم.. جايلك فلان الفلاني في شغلانة منصب نائب رئيس الجهاز.. بس أن

وزير الإسكان,عاصم الجزار,وزارة الإسكان,المؤشر,حركة ترقيات,موقع المؤشر,كواليس,نواب أجهزة المدن

رئيس التحرير
عبد الحكم عبد ربه

تفاصيل كواليس «أوكازيون الموسم الصيفي» لترقيات نواب رؤساء أجهزة المدن الجديدة

المؤشر

«ألو.. حضرتك رئيس جهاز مدينة كذا؟.. أيوه يا فندم!.. جايلك فلان الفلاني في شغلانة منصب نائب رئيس الجهاز.. بس أنا معرفوش يا فندم ولا رئيس الجهاز اللي جاي من عنده يعرفه!.. ولا إحنا كمان نعرفه ولا المدينة تعرفه ولا يعرفه غير مّنْ أوصى به لشغل المنصب».. المكالمة التي حملتها السطور السابقة «تخيلية» وإن كانت تعكس صورة قريبة جدًا من كواليس بعض ما جرى في قرارات وزير الإسكان الأخيرة بشأن حركة ترقيات نواب رؤساء أجهزة المدن. 

في 25 يونيو من الشهر الماضي، أصدر الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق قرارًا وزاريًا بحركة ترقيات وتكليفات لـ28 مهندسًا تم ترقيتهم لمنصب «نائب رئيس جهاز» في حركة هى الأكبر لنواب رؤساء الأجهزة، حملت الترقيات شعار «هدف دفع العمل فى المشروعات الكبرى التى يتم تنفيذها فى المدن الجديدة بعد تقييم أداء جميع القيادات بشكل مستمر، لما فيه مصلحة العمل، وتنفيذ خطط الوزارة التنموية، وخدمة المواطنين».

كثيرون ممن شملهم القرار الوزاري يستحقون الترقية لكفاءاتهم وخبراتهم واختبارهم في أجهزة عملهم بالمدن الجديدة، وقليلون جاءت اختياراتهم بالمجاملة والمحسوبية والوساطة، لتصبح بعض أجهزة المدن بها ما يقرب من الـ10 نواب ليفقد المنصب مكانته وبريقه، في ما يمكن أن يُطلق عليه:«أوكازيون موسم الترقيات الصيفية لنواب رؤساء الأجهزة».

عقب قرار الترقيات؛ ثارت الغيرة في قلوب البعض وبدأت الشكوى التي وصلت لحد الزعل و«القمص»: «ليه أنا مبقاش نائب رئيس جهاز»، حتى وصل الأمر لصدور قرار وزاري بملحق ترقيات لـ 10 نواب جدد لرؤساء أجهزة أصدره وزير الإسكان بتاريخ 5 يوليو من الشهر الجاري بعد 10 أيام من صدور القرار الأكبر.

قرار الترقيات الأخير حمل كثير من المجاملات والتوصيات والأوامر العليا للمسئول عن هذه الاختيارات، فأختير أشخاص بلا خبرات حقيقة وآخرين كان تم مجازاتهم من قبل، ومحاسبين، ومديرين مشتريات، وقليلين من ذوي الكفاءات استحقوا الترقيات.

تكشف كواليس ترقيات نواب رؤساء الأجهزة؛ عن أنَّ أحد رؤساء الأجهزة طُلب منه أن يضع أحد الأسماء في قائمة الترشيحات المرسلة إلى وزير الإسكان للاختيار من بينها (مش إحنا اللي اختارنا.. رؤساء الأجهزة اللي رشحوا)، فرفض رئيس الجهاز في بادئ الأمر مؤكدًا أن هذا الشخص لا يصلح وغير كفء ولا يستحق الترقية لهذا المنصب ذو الاختصاصات المهمة؛ لكن اعتراضه قوبل باعتراض من صاحب الأمر وأصر على الاسم للترشيح ليقبل رئيس الجهاز على مضض.

من بين الكواليس أيضا: أن مهندسة يُقال إنها زوجة رئيس جهاز غضبت من عدم ترقيتها لنائب جهاز في القرار الوزاري الأول الذي صدر في الشهر الماضي وعاشت في دور «المقموصة» 10 أيام حتى شملها قرار ملحق الترقيات الجديد.

قرار وزير الإسكان بمُلحق الترقيات الأخير أثار تساؤلات الكثيرين: كيف لمجازين عن أعمال سابقة خُفضت دراجاتهم الوظيفية ويُعاد ترقيتهم مرة أخرى لدرجة وظيفية أكبر مما كانوا عليها قبل الجزاء؟، لدرجة دفعت بعض المجازين الآخرين للشكوى: لماذا لم نُرقًّ نحن أيضا؟!.

مديرون مشتريات ومهندسون زراعة كان لهم حظًا ومكالمات تليفونية طالبت بترقياتهم ليشملهم القرار الذي شهد ترقيات لمهندسين لم يختبروا في مدنهم الصغيرة حديثة الولادة وبسرعة البرق شغلوا منصب نائب رئيس جهاز ليصبح من بينهم مّنْ لم يبلغ الـ33 عامًا ويشغل منصب نائب رئيس الجهاز، لتظل الحسرة في قلوب كفاءات أكثر خبرة وسنًا لا تجد من يتوسط لها عند صاحب الأوكازيون.

حملت قرارات الترقيات توقيع وزير الإسكان صاحب المنصب الأعلى في وزارة الإسكان، لكن الأسماء التي رُفعت إليه تحمل اختيارات أشخاص آخرين.. فمن صاحب الترشيحات؟.

في السنوات السابقة كانت معظم الترشيحات والاختيارات لرؤساء ونواب أجهزة المدن تأتي من نائب رئيس الهيئة لقطاع تنمية وتطوير المدن، يشاركه فيها بعض القيادات بوزارة الإسكان، لكن بعد صراع السيطرة وتكسير العظام الذي احتدم في الفترة السابقة بين اللواء المشرف على مكتب وزير الإسكان ونائب هيئة المجتمعات والذي انتهى بنزع بعض الصلاحيات في معركة صراع الأجنحة بين مكتب الوزير وقيادات هيئة المجتمعات العمرانية.

الكواليس تشير إلى أن الاختيارات الأخيرة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وأجهزة المدن التابعة يتحكم فيها اللواء المشرف على مكتب الوزير، وإن كانت القرارات الوزارية الصادرة تحمل مع توقيع الوزير توقيع المهندسة هدى عبد الرحمن مساعد المشرف على مكتب الوزير لشئون المتابعة والتقييم، إلّا أن الترشيحات والاختيارات تأتي من وإلى اللواء ـ اللي مش مهندس ـ المشرف على مكتب الوزير، وهى تعكس عدم رؤية المسئول وتخصصه في الاختيارات التي يقع عليها ويكلفها بشغل مناصب في وزارة الإسكان على عكس رؤية مّنْ كانت تشغل المنصب قبله المهندسة رندا المنشاوي التي تشغل الآن منصب المساعد الأول لرئيس الوزراء والمشرف على مكتبه.

اقرأ أيضا